وَالْوُقُوف على مَا ندب إِلَيْهِ النَّبِي ﷺ بقوله تعلمُوا من أنسابكم مَا تصلونَ بِهِ أَرْحَامكُم
وروى أنس بن عِيَاض عَن عبد الْملك بن عِيسَى الثَّقَفِيّ عَن عبد الله بن يزِيد مولى المُنبعث عَن أبي هريرةِ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ تعلمُوا من أنسابكم مَا تصلونَ بِهِ أَرْحَامكُم فَإِن صلَة الرَّحِم محبَّة فِي الْأَهْل مثراة فِي المَال منسأة فِي الْأَجَل
وَقَالَ عمر بن الْخطاب ﵁ تعلمُوا أنسابكم تصلوا أَرْحَامكُم وَلَا تَكُونُوا كنَبط السوَاد إِذا سُئل أحدهم مِمَّن أَنْت قَالَ من قَرْيَة كَذَا فوَاللَّه إِنَّه ليَكُون بَين الرجل وَبَين أَخِيه الشَّيْء لَو يَعلم الَّذِي بَينه وَبَينه من دِخلةٌ الرَّحِم لَردَعه ذَلِك عَن انتهاكه
ولعمري مَا أنصف الْقَائِل إِن عِلْم النّسَب عِلْم لَا يَنفع وجَهالة لَا تضر لِأَنَّهُ بيَّن نفعُه لما قدّمنا ذكره وَلما رُوي عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ كُفْرٌ بِاللَّه تبرُّؤ من نسب وَإِن دق وَكفر بِاللَّه آدعاء إِلَى نَسب لَا يُعرف
وَرُوِيَ عَن أبي بكر الصّديق ﵁ مثله
وَقَالَ ﷺ من ادّعى إِلَى غير أَبِيه أَو انْتَمَى إِلَى غير موَالِيه فَعَلَيهِ لعنة الله وَالْمَلَائِكَة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ لَا يقبل الله مِنْهُ صَرفًا وَلَا عدلا
فَلَو كَانَ لَا مَنْفَعَة لَهُ لمَا اشْتغل الْعلمَاء بِهِ فَهَذَا أَبُو بكر الصّديق ﵁ كَانَ اعْلَم النَّاس بِالنّسَبِ نسب قُرَيْش وَسَائِر الْعَرَب وَكَذَلِكَ جُبير بن مطعم وَابْن عَبَّاس وَعقيل بن أبي طَالب كَانُوا مِن
1 / 12