ذكر هوميروس في النشيد الثامن أنه عند غروب الشمس تحاجز الجيشان، فانكفأ كل منهما إلى معسكره، والطرواديون على بينة من الفوز في غدهم لما أوتوه من أنباء الغيب فأقاموا ليلهم ينتظرون بزوغ الفجر لينقضوا على أعدائهم، ثم وصفهم ووصف نيرانهم وقال:
فبين السفين الراسيات وزنثس
لوامع نيران بذاك المعرس
تؤج لدى إليون في ألف مقبس
يؤججها خمسون في كل مقبس
ودونهم بين العجال جيادهم
وقوف لدى ذاك القضيم المكدس
وهنا في بعض النسخ أربعة أبيات مفادها أنهم ضحوا بالضحايا فلم تقع لدى الآلهة موقع قبول لما استقر في نفوسهم من كراهة إليون عاصمة الطرواد وملكها وملته، فذهب بعض الشراح وذهبنا مذهبهم إلى أن هذه الأبيات دخيلة فأغفلوها وأغفلناها؛ لأن فوز الطرواد في ما يلي يدل على أنها في غير موضعها بل هي مناقضة للمعنى على خط مستقيم؛ لأن زفس كبير الآلهة كان في زمن موالاة للطرواد.
وفي النشيد الثالث عشر يوعز فوليداماس إلى هكطور زعيم الطرواديين أن يجمع إليه زعماء الجيش ويشاورهم في الأمر، فيقول الشاعر:
تلقاه هكطور قولا مصيبا
Page inconnue