150

خيم كريم وأيد بالندى عصم

أي الخلائق ليست في رقابهم

لأولية هذا أو له نعم

من يعرف الله يعرف أولية ذا

فالدين من بيت هذا ناله الأمم

فهذا جل ما يمكن إيراده في مثل هذا الموضع من شعر أبناء هذه الطبقة ومزيته، كما ترى بلاغة في المعنى، ومتانة في التعبير، وإحكام في التركيب مع ميل إلى الرقة، وتلك أيضا من مزايا الإلياذة، فإن بلاغة الأصل لا تفوقها بلاغة في الكلام اليوناني، فإن ظهر تقصير في التعريب فتبعته على المعرب دون المنشئ، وإن فيها من متانة التعبير ما لا يفوقه شيء في شعر جميع الأمم، ولا سيما في مشاكلة الألفاظ للمعاني، وحكاية الأصوات مما أشرنا إليه في مواضعه.

ومدة هذا الطور الشعري مئة وخمسة وثلاثون عاما تبتدئ من الهجرة، وتنتهي بقيام الدولة العباسية.

وعروة وصله من الطور الأول أو طبقة الجاهليين النابغة الجعدي وأمثاله، ومع الطور الثاني أو طبقة المولدين بشار بن برد.

وفحوله في صدر الإسلام حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن نويرة، والعباس بن مرداس، والنمر بن تولب، وأبو ذؤيب العجلي، وفي عصر الدولة الأموية القطامي، والأخطل النصرانيان، وجرير الخطفي والفرزدق وعبيد الراعي، وذو الرمة، والكميت بن زيد، وأرطأة بن سمية، والأعشى بن ربيعة والأعشى التغلبي.

الطبقة الثالثة

Page inconnue