Dieu démissionne au sommet du conseil
الإله يقدم استقالته في اجتماع القمة
Genres
نوال السعداوي
القاهرة
22 مارس 2017
قصة هذه المسرحية1
لهذه المسرحية قصة حقيقية، بدأت في واقع الحياة التي عاشتها مؤلفة المسرحية، ليلة التاسع من يونيو 1992، بمدينة القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية.
بعد منتصف الليل سمعت المؤلفة الدقات على باب بيتها في شارع مراد بالجيزة. هذه الدقات في مثل هذا الوقت لم تكن إلا لزوار الفجر، هاتان الكلمتان «زوار الفجر» كانتا تجريان على ألسنة الناس في مصر القديمة ومصر الحديثة منذ عهد محمد علي باشا حتى اليوم. إنهم رجال البوليس يهبطون على بيوت الناس قبل طلوع الفجر بقليل، يقبضون على الرجال والنساء لإيداعهم السجون، كما يقبض عزرائيل إله الموت على الأرواح.
كانت المؤلفة نائمة في سريرها إلى جوارها زوجها، لم تسمع هي الدقات أول الأمر، أو سمعتها وتصورت أنها مجرد حلم، أو كابوس، أو ذكرى ما حدث في الماضي، حين دقوا عليها الباب يوم السادس من سبتمبر 1981، كانت وحدها بالبيت، تصورت أنهم لصوص فلم تفتح الباب، فإذا بهم يكسرون الباب ويسوقونها إلى السجن دون تحقيق ودون جريمة، اللهم إلا حروفها المطبوعة على الورق.
كان زوجها هو الذي سمع الدقات تلك الليلة من يونيو، بخبرته الطويلة داخل السجون، أدرك أنهم زوار الفجر، إنه طبيب وأديب مرهف الحس، كان في شبابه يحلم بالحرية والعدل، فإذا به نزيل السجن ثلاثة عشر عاما، أجمل سنين الشباب قضاها وراء القضبان، وأربع سنوات قضاها في المنفى، بقية العمر عاش مطاردا لم يستقر إلا الأعوام الأخيرة بعد أن تجاوز السبعين عاما.
ها هي الدقات على الباب تؤكد أنه لم يستقر أبدا، وأن زوار الفجر لن يتركوه يكمل الجزء الأخير من مذكرات حياته.
لكن هذه الزيارة لم تكن للزوج وإنما للزوجة، مؤلفة المسرحية، هذه المرة لم يسوقوها إلى السجن، ولكن زفوا إليها خبرا مفزعا، أحد الأساتذة من الكتاب الإسلاميين تم اغتياله منذ ساعات، القتلة مجهولون حتى الآن، أصدرت الحكومة أمرا بحماية الأرواح التي وردت أسماؤهم في قائمة الموتى. - قائمة الموتى؟!
Page inconnue