Divergence des traces

Mustafa Sacid Khinn d. 1429 AH
88

Divergence des traces

Genres

============================================================

هذا ولقد جنح الفخر الرازي الى رأي من قال أن المراد هو موضع الحيض حيث قال في تفسيره " مفاتيح الغيب : اعلم أن أكثر المفسرين من الأدباء زعموا أن المراد بالمحيض ههنا الحيض ، و عندي أنه ليس كذلك ، إذ لو كان المراد بالمحيض ههنا الحيض لكان قوله : فاعتزلوا النساء في المحيض " معناه فاعتزلوا النساء في الحيض ، ويكون المراد فاعتزلوا النساء في زمان الحيض ، فيكون ظاهره مانعا من الاستمتاع بها فيما فوق اسرة ودون الركبة ، ولما كان هذا المنع غير ثابت ، لزم القول بتطرق النسخ أو التخصيص الى الآية ، ومعلوم أن ذلك خلاف الأصل ، أما إذا حملنا المحيض على موضع الحيض ، كان معنى الآية : فاعتزلوا النساء في موضع الحيض ، ويكون لعنى : فاعتزلوا موضع الحيض من النساء ، وعلى هذا التقدير لا يتطرق الى الآية سخ ولا تخصيص . ومن المعلوم أن اللفظ إذا كان مشتركا بين معنيين وكان حمله على أحدهما يوجب محذورا ، وعلى الآخر لا يوجب ذلك المحذور ، فإن حمل اللفظ على المعنى الذي لا يوجب المحذور أولى . هذا إذا سلمنا أن لفظ المحيض مشترك ب ين الموضع وبين المصدر ، مع أنا نعلم أن استعمال هذا اللفظ في الموضع أكثر أشهر منه في المصدر . (1) هذا ولا بد من القول هنا أنه قد روي عن ابن عباس وعبيدة السلماني أنه يب أن يعتزل الرجل فراش زوجته إذا حاضت ، وقال القرطبي رادأ على هذا القول : وهذا قول شاذ خارج عن قول العلماء، وان كان عموم الآية يقتضيه فالسنة الثابتة بخلافه . (2) و) عقوبة من يسعى في الأرض فسادا : جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : " انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله (1) تفسير الفخر الرازي : (241/2- 242) (2) القرطهي : (86/3- 87)

Page 88