اذكر في الكتاب الذي أُنزِل عليك وهو القرآن العزيز، قِصَّةَ إسماعيل وخَبَرَه، وما كان فيه من صِدْقِ المواعيد والثَّبَات في كل موطن شديد (١).
وإِسْمَاعِيلُ مِنَ الأَسْمَاء الأَعْجَمِيَّة الممنُوعَة مِنَ الصَّرفِ (٢)، ويِقَال: إسماعين بِالنُونِ لُغَتَانِ لِلعَرَب (٣)، وإِسمَاعِيلُ هذا قيل: هُو إسماعيل بْنُ حَزْقِيل ﵉، حكاه القرطبي في تفسيره (٤).
والذي ذهب إليه جماهير العلماء والمفسِّرين أنه إسماعيل الذَّبِيح أبو العرب وابن إبراهيم خليل الرحمن عليهما الصلاة والسلام (٥).
﴿إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ﴾ وخَصَّ الله تعالى إسماعيل بذكره بصدق الوعد -وإن كان صِدقُ الوَعدِ مَوجُودًا في غيره من الأنبياء ﵇ تشريفًا له، وتفخيمًا لشأنه، ولأنه المشهور المتعارف من خصاله ﷺ.
_________
(١) ذكره الطبري في تفسيره ٨/ ٣٤٩، والبغوي في معالم التنزيل ٣/ ١٦٦، وأبو حيان في البحر المحيط ٦/ ١٨٨، وابن كثير في تفسيره ٣/ ١٢٢، والسيوطي في الدر المنثور ٥/ ٥١٦، والشوكاني في فتح القدير ٣/ ٤١٨، والطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير ١٦/ ١٢٩.
(٢) العُجْمَة والتَّعرِيفُ مِن دَوَاعِي مَنع الاسْمِ مِنَ الصَّرْف؛ شَرْطَ كَوْنِهِ عَلَمًا في اللسان الأعجمي، وزائدًا على ثلاثة أحرف، نحو: إبراهيم وإسماعيل.
انظر: شرح ابن عقيل ٢/ ٣٠٤، وحاشية الصبان ٣/ ٣٧٦ - ٣٧٧.
(٣) لسان العرب [مادة: اسم].
(٤) الجامع لأحكام القرآن ١١/ ١١٤.
(٥) نصَّ على ذلك البغوي في معالم التنزيل ٣/ ١٦٦، وأبو حيان في البحر المحيط ٦/ ١٨٨، وابن كثير في تفسيره ٣/ ١٢٢، والشوكاني في فتح القدير ٣/ ٤١٨، ومحمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان ٤/ ٢٩٩.
1 / 26