عقيدته ومذهبه:
كان مرعي الكرمي ﵀ ينهج في مسائل الاعتقاد منهج السلف في فهم نصوص الصفات، وذلك باعتقاد حقيقتها ومعناها، مع تفويض العلم بالكيفية إلى علم الله تعالى، يظهر ذلك جليًّا في كتابه "أَقَاوِيل الثقَاتِ في تأوِيلِ الأَسْمَاءِ وَالصِّفَات".
أما عن مذهبه في الفروع، فقد كان حنبليًّا، مُخْلِصًا لمذهب الحنابلة؛ يدلُّ على ذلك قوله:
لَئِن قَلَّد النَّاسُ الأَئِمَّة إِنَّنِي ... لَفِي مَذْهَبِ الحَبْرِ ابن حَنْبَلٍ رَاغِبُ
أُقَلِّدُ فَتوَاهُ وَأَعْشَقُ قَوْلَهُ ... وَلِلنَاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَ مَذَاهِبُ
ثناء العلماء عليه وشيوخه:
اشتهر الشيخ الفقيه مرعي الكرمي عند العلماء باشتغاله الكلِّي بالعلم، وانهماكه التام في فنون المعرفة والتحصيل، مع الانصراف الكبير إلى التدريس والإِقراء والإِفتاء زمنًا طويلًا، وصفه المُحِبِّي بقوله: أحد أكابر علماء الحنابلة بمصر، كان إمامًا محدِّثًا، فقيهًا، ذا اطِّلاع واسع على نقول الفقه، ودقائق الحديث، ومعرفة تامَّة بالعلوم المتداولة (١).
وأثنى عليه ابن حميد النجدي فقال: العالم العلاَّمة، البحر الفهَّامة، المدقِّق المحقق، المفسِّر المحدِّث، الفقيه الأصولي، النحوي، أحد أكابر علماء الحنابلة في عصره (٢).
_________
(١) خلاصة الأثر ٤/ ٣٥٨.
(٢) السحب الوابلة ٣/ ١١١٨.
1 / 15