{واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري} فلو عاش بعده لوجبت طاعته بلا شبهة وقد عاش علي كرم الله وجهه في الجنة بعد سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام فيجب أن يكون هو الخليفة بعده بلا فال وإلا فات معنى الشبهة والمماثلة بينهما وبين موسى وهارون كيف والخلافة هو الأمر الذي [79] لأجله وقه التشبيه والتمثيل بين المنازل فلو لم يكن مقصودا لكان الكلام عن البلاغة مغسولا... مع تقديم المسنك إلأيه في قوله عليه الصلاة والسلام: ((أنت مني بمنزلة هارون...))إلخ وبعض الخصوم قد قال: أن الاستخلاف بالمدينة المنورة لم يكن علي كرم الله وجهه في الجن مختصا به فإنه قد وقع لغيره مرة أخرى بل مرارا كما وقع لابن أم مكثوم في بعض غزواته عليه الصلاة والسلام، وكذلك وقع لغير ابن أم مكتوم كما ذكره بعض المؤرخين واحتاج هذا البعض من الخصوم إلى هذا الكلام ردا لما قاله بعض الشيعة من أن استخلاف علي كرم الله وجهه في الجنة على المدينة في تلك الغزواة أي غزة تبوك يدل على أن المطلوب أيضا؛ لأن الحاجة لخلافة بعد الموت اشد ولا قائل بالفصل بين المدينة وغيرها، فلا دليل على انعزاله عنها لا قبل الموت ولا بعده... هذا البعض من الخصوم رفع ما ثبت لعلي كرو الله وجهه في الجنة من هذه الخصوصية، وقد يقال: من قيبل الشيعة أن الخصوصية ثابتة له كرم الله وجهه في الجنة على تقدير استخلاف غيره على المدينة؛ لأن قد استخلف بمكة أيضا على الأمانات وغيرهما عند خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم للهجرة الشريفة.
Page 175