كان مبدعه عنه معطلا، وهو له52 معطل. فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على الطرائق?
نحن، عافاكم الله من بلية الجهل، نقول إن العالم بما فيه من بره وبحره وسهله وجبله، ومعادنه وأشجاره ونباته وحيوانه وإنسه وجنه، وسمائه وأرضه، ونجومه وبروجه وفلكه، وحملة عرشه وكرسيه، ولوحه وقلمه، فإن الله مبدعه وخالقه وفاطره ومنشئه53 ومؤيسه، لا من شىء، بل بجوده وعلمه وإرادته وقدرته أخرج ذلك وأيسه، وأجرى كل شيء منه بتدبير محكم وفعل متقن. وإنه تعالى كبرياؤه غير موصوف بصفة شيء مما براه وخلقه، ولا موسوم بسمة شيء تقع الألفاظ عليه وتعتقد الضمائر فيه. وله في قسمة الخلق5 بين مرئي وغير مرئى، وموصوف وغير موصوف، ومحدود وغير محدود ، حكمة بالغة وحجة قاطعة بأنه قد علا بسبحانية مجده وعلو سلطانه ونافذ أمره عن مماثلة 55 [26) بشيء مما برأه. ولوكان له بشىء من خلقه مماثلة ومشابهة من بسيطه وكثيفه وجسمه وروحه، كان الذي يماثله معه1 5 حيث ما كان57 حتى يصير غير
Page 89