حق، بل أنتم بالتعطيل أولى? فأي افتخار أعظم من درك الحقائق والوقوف على الطرائق?
و يقال لمن رمونا بالتعطيل من جميع الفرق من أجل تقديسنا المبد ع وتجريده عن سمات بريته ونعوت خليقته7 الذي جردنا به المبد ع سبحانه وقدسناه، [24] ما أعظم شأنه، أ هو تنزيه أم ليس بتنزيه? فإن لم يكن ذلك تنزيها كان تنجيسا، فعرفونا نجاسة48 هذه التحاميد والتسابيح التى نسبح الله بها ونحمده، ولا سبيل لهم إلى معرفته وإيجاده. وإن كان ذلك تنزيها، فأي شيء تنزه به، الخالق أم المخلوق? فإن كان ذلك مما ننزه به الخالق، فقد برئنا من التعطيل ووقع فيه من لم يكن تنزيهه إياه على هذه9، السبيل. وإن كان ذلك مما ننزه به المخلوق، فأي مخلوق استحق إيقا ع هذا التنزيه عليه? ولا يجدونه البتة. ولو وجد مخلوق مستحق لهذا التنزيه، لوجد تنزيه أسنى وأشرف منه. وليس بموحود تنزيه أسنى وأشرف مما نزهنا به مبدعنا بهذه الألفاظ التى يتقابل فيها النفيان: نفي، ونفى نفي.0 فقد صح أن تنزيهنا مبدعنا بهذه الصفة [25] وبهذا الرسم إنما هو إثباته لا تعطيله. ومن لم ينزهه بهذه الصفة وبهذا الرسم51
Page 88