162

L'Exposition des significations des authentiques

الإفصاح عن معاني الصحاح

Chercheur

فؤاد عبد المنعم أحمد

Maison d'édition

دار الوطن

Genres

صدقت، وقد كان ذلك من الله ﷾ في تثبيت قلوب المسلمين حتى استنفذ المسائل وإلا فتصديقه لرسول الله ﷺ بعد سؤاله إياه دليل واضح في أنه لم يسأله عن جهل وإنما سأله ليعلم. * وفي هذا أيضًا من الفقه أن من طرق التعليم أن يسأل العالم من مسألة وهو يعرفها ليجاب عنها بمشهد غيره فيتعلم تلك المسألة من لم يعلمها. * وفيه أيضًا من الفقه أن الإيمان درجة ومقام في الإسلام، وأنه لا يوصف بالألف واللام اللتين للتعريف إلا أن يكون إيمانًا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر (٦٣/ أ) والقدر كله خيره وشره. * وفيه أيضًا من الفقه أن الإسلام والإيمان إذا حصل لعبد اقتضيا درجة الإحسان، وهو استشعار قرب الله تعالى من عبده وأن يعبده كأنه يراه، وإن لم يقو على تلك الرتبة فليعبده، معتقدًا أن الله تعالى يراه. * وفيه أيضًا جواز أن يسأل الإنسان العالم عما يعلم أنه لا يعلمه ليرد عليه جوابًا يسكت الناس عن التعرض للسؤال عن ذلك، لقوله: (ما المسؤول عنها بأعلم من السائل). * وفيه أيضًا أن أشراط الساعة إذا علمها الإنسان كانت مما يزيد حذره. والذي أراه في حكمة الله ﷿ في إخفاء علم الساعة أنها مقام إنصاف لكل مظلوم، وارتجاع لكل مغصوب، وإيتاء كل ذي فضل فضله، وإيصال كل ذي حق حقه، ولقاء كل مشوق لمن يشتاقه، فهي من حيث اقتضاء وعد الله وعدله كالمخوف هجومها صباح مساء من حيث حكمة الله في خلقه، وإنها هي الواحدة القاضية ليس بعدها غيرها، وإن الخلائق محبوس أولهم ليلحق آخرهم، وإن

1 / 200