L'Administration islamique au zénith des Arabes
الإدارة الإسلامية في عز العرب
Genres
إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
وقيل بل جعلهما جميعا، وكان العلويون يقنتون عقب الصلوات يلعنون بني أمية يشفون بذلك نفوسهم الثائرة، من أجل دماء مطلولة، وطوائل
9
طويلة، وملك مستأثر به.
واقتفى معاوية فعل عمر بن الخطاب في العلم بأخبار رجاله ورعيته فانتظم له أمره، وكذا كان زياد بن أبيه وعبد الملك والحجاج. قال الجاحظ: ثم لم يكن بعد هؤلاء أحد في مثل هذه السياسة حتى ملك المنصور، ونقل عن زياد أن رجلا كلمه في حاجة، وجعل يتعرف إليه، ويظن أن زيادا لا يعرفه فقال: أنا فلان بن فلان، فتبسم زياد وقال له: أتتعرف إلي وأنا أعرف منك بنفسك؟ والله إني لأعرفك وأعرف أباك وأمك وأعرف جدك وجدتك وأعرف هذا البرد الذي عليك وهو لفلان وقد أعارك إياه، فبهت الرجل وأرعد
10
حتى كاد يغشى عليه.
قلنا: إن معاوية كان يتخير عماله من كفاة أهل بيته أو من غيرهم من رجال دولته وأنصار دعوته، وقد انتهى إلى علمه أن ابن أخته عبد الرحمن بن أم الحكم عامله على الكوفة قد أساء السيرة في إمارته فعزله وأقصاه عن الحكم، وقيل: إن سبب عزله أن عبد الله بن همام السلولي قال شعرا وكتبه في رقاع ألقاها في المسجد الجامع وهي:
ألا أبلغ معاوية بن صخر
فقد خرب السواد فلا سوادا
Page inconnue