اعْلَم ان أصل الْحجاب الْمَنْع وَقَالَ الْعلمَاء احتجب الله عَن الْخلق وَلَا يُقَال مَحْجُوب لِأَن الاحتجاب مشْعر بِالْقُدْرَةِ وَلَيْسَ كَذَلِك الْحجب ومحجوب مشْعر بالمفعولية وَالْعجز
وَحَقِيقَة الْحجب عرفا توَسط الْجِسْم بَين جسمين حجب أَحدهمَا عَن الآخر وَذَلِكَ فِي حق الله تَعَالَى محَال فَوَجَبَ تَأْوِيله على مَا يَلِيق بِجلَال الله تَعَالَى وَهُوَ أَنهم محجوبون عَن رَحمته وفضله وإحسانه وَأَنه حجبهم عَن النّظر إِلَيْهِ بعد أَن خلق قُوَّة النّظر إِلَيْهِ فيهم وَفِيمَا ورد فِي الحَدِيث من ذَلِك يَأْتِي فِي قسم الحَدِيث أبسط من هَذَا
الْآيَة الثَّامِنَة عشر قَوْله تَعَالَى ﴿وَالله لَا يستحيي من الْحق﴾ ﴿إِن الله لَا يستحيي أَن يضْرب مثلا مَا بعوضة فَمَا فَوْقهَا﴾ الْآيَة