﴿وَنحن أقرب إِلَيْهِ مِنْكُم﴾ ﴿فَإِنِّي قريب أُجِيب دَعْوَة الداع﴾ ﴿إِن رَبِّي قريب مُجيب﴾
إِذا ثَبت تَنْزِيه الرب تَعَالَى عَن الحيز والجهة والقرب الْحسي والبعد الْعرفِيّ وَجب تَأْوِيل ذَلِك على مَا يَلِيق بجلاله وَهُوَ قرب علمه وَرَحمته ولطفه
وَيُؤَيِّدهُ قَوْله تَعَالَى إِن رحمت الله قريب من الْمُحْسِنِينَ أَو قرب الْمنزلَة عِنْده كَمَا يُقَال السُّلْطَان قريب من فلَان إِذا كَانَت لَهُ عِنْده منزله رفيعة وَالسَّيِّد قريب من غلمانه إِذا كَانَ يتنازل مَعَهم فِي مخاطبتهم وملاطفتهم وَلَيْسَ المُرَاد هَهُنَا قرب مَسَافَة وَلَا مَكَان
وَإِذا كَانَ ذَلِك مُسْتَعْملا فِي لِسَان الْعَرَب وَالْعرْف وَجب حمله عَلَيْهِ لِاسْتِحَالَة ظَاهر الْمسَافَة فِي حق الرب تَعَالَى
الْآيَة السَّابِعَة عشر قَوْله تَعَالَى ﴿كلا إِنَّهُم عَن رَبهم يَوْمئِذٍ لمحجوبون﴾