قضية الشاهد للأمر
وإن شيئا بعض أفعاله
أن يفصل الخير من الشر
لذو قوى، قد خصه ربه
بخالص التقديس والطهر
11
على هذا النحو افتتن كثير من المفكرين المسلمين بالعقل ، وجاوزوا به قدره ومجاله، حتى رأوا فيه فيصلا بين الحق والباطل ، ومميزا الخير من الشر، ومن ثم، عمدوا إلى تأويل كثير من نصوص القرآن والحديث الصحيح، إذا تعارضت ومن ثم، عمدوا إلى تأويل كثير من نصوص القرآن والحديث الصحيح، إذا تعارضت في ظاهرها مع نظر العقل، لتتفق وما يرونه من حقائق أدى إليها النظر العقلي الصحيح.
ونجد هذا الضرب من التأويل الذي يفترض أولا تعارض النقل والعقل أحيانا كثيرا عند المعتزلة والمتصوفة والشيعة، وكذلك بعض رجال الأشاعرة كأبي حامد الغزالي الذي وضع لأجل هذا قانونا للتأويل؛ وذلك ليكون التزامه حائلا دون الغلو في تأويل النصوص.
12
وإذا كان الإمام الغزالي قد اضطر للخوض في مشكلة التأويل، وكان التأويل من عناصر منهجه في البحث، فلذلك سببه الواضح؛ فهو متكلم وفيلسوف ومتصوف معا، فهل كان الأمر كذلك بالنسبة للإمام ابن تيمية؟ وهل كان من عناصر منهجه في البحث تأويل ما لا يتفق ونظر العقل من النصوص؟
Page inconnue