16
والأديرة والجامعات.
وعلى الرغم من تحريم الاشتغال بالدراسات الدنيوية أو العالمية على الرهبان، أقبل على دراسة ابن رشد ومناقشته والاستفادة منه قطبان إمامان في رهبنة الدومينيين ورهبنة الفرنسيسيين، وهما توما الإكويني الذي سبقت الإشارة إليه، وروجرز باكون
17
رائد المدرسة التجريبية التي تممها سميه فرنسيس باكون.
18
وقد كان من الرهبان من يتحدى أوامر رؤسائه ويمضي في دراسة ابن رشد بعد تحريمها، كما فعل سيجر دي برابان (1235-1282)
Siger de Brabant
وكان أستاذا بجامعة باريس، ولم يقلع عن دراستها ونشرها إلا مضطرا بعد صدور الأمر من روما (سنة 1266) بتأييد أسقف باريس في قرار التحريم.
وكانت كتب ابن رشد وشروحه تترجم وتنشر في الجامعات بأمر ملك من الملوك المستنيرين في ذلك الزمن، لم يكن يبالي ما يقال عنه في المجامع الدينية، وهو فردريك الثاني ملك صقلية وحامي العلم والأدب في زمانه (1194-1250)، فإنه كلف العالم الأيقوسي ميخائيل سكوت بترجمة الشروح وأرسلها إلى جامعة بولون وجامعة باريس كأنها مفروضة على طلبة الجامعات.
Page inconnue