Les guerres de l'État du Messager (première partie)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Genres
ومن ثم يبحث الحلبي عما يطمئن قلبه، فيكتشف أنه لا بأس من كذب النبي، ليس لضرورات يقتضيها الظرف الموضوعي، ولكن لأنه وجد في كلام القاضي البيضاوي حديثا عن النبي
صلى الله عليه وسلم ، أن النبي إبراهيم سبق وكذب ثلاث كذبات،
10
ويقصد الحلبي هنا الحديث: «كذب إبراهيم ثلاث كذبات كلها في الله؛ قوله: إني سقيم، وقوله: فعله كبيرهم هذا، وقوله للرجل الذي عرض لسارة: إنها أختي.» وهنا يطمئن الحلبي ويكتفي بذلك تبريرا لنفسه وتطمينا لها، إزاء رد قول النبي للشيخ الأعرابي، ولم ير إطلاقا في ذلك الرد، غرضا عسكريا حذرا مباحا، يصرف البدوي عن معرفة قائد المسلمين، ويشككه في معلوماته عن موقع الجيش الإسلامي، ويصرفه عن تقصي أمرهم، احتياطا لسرية وأمان مسيره.
ولمزيد من التقصي، وتدقيق المعلومات عن العدو، وأحواله، وعدد رجاله، وعدته، يعود القائد لإرسال علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، مع نفر آخر من المسلمين «يلتمسون له الخبر» بتعبير ابن كثير،
11
فيصيبون غلامين من عبيد قريش كانا قد تطرفا عن ركبها، ويبدأ الحوار بين النبي
صلى الله عليه وسلم
وبين الغلامين:
قال: أخبراني عن قريش.
Page inconnue