Hukm al-Samaa
حكم السماع
Enquêteur
حماد سلامة
Maison d'édition
مكتبة المنيار
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
1408 AH
Lieu d'édition
الأردن
Genres
إذا عرف هذا فمعلوم إنما يهدي الله به الضالين ويرشد به الغاوين ويتوب به على العاصين، لا بد أن يكون فيما بعث الله به رسوله من الكتاب والسنة، وإلا فإنه لو كان ما بعث الله به الرسول لا يكفي في ذلك، لكان دين الرسول ناقصاً، محتاجاً تتمة. وينبغي أن يعلم أن الأعمال الصالحة أمر الله بها أمر إيجاب أو استحباب. والأعمال الفاسدة نهى الله عنها.
[كل ما لم يشرعه الله ضرره أكبر من نفعه]:
والعمل إذا اشتمل على مصلحة ومفسدة؛ فإن الشارع حكيم. فإن غلبت مصلحته على مفسدته شرعه، وإن غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه؛ بل نهى عنه؛ كما قال تعالى: ﴿كُتِبَ عليكم القتالُ وهو كره لكم، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون﴾(١) وقال تعالى: ﴿يسألونك عن الخمر والميسر، قل: فيهما إثمٌ كبيرٌ ومنافعُ للناس وإِثمُهُما أكبرُ من نفعهما﴾(٢) ولهذا حرمهما الله تعالى بعد ذلك.
وهكذا ما يراه الناس من الأعمال مقرباً إلى الله، ولم يشرعه الله ورسوله؛ فإنه لا بد أن يكون ضرره أعظم من نفعه، وإلا فلو كان نفعه أعظم غالباً على ضرره لم يهمله الشارع؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - حكيم، لا يهمل مصالح الدين، ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم إلى رب العالمين.
ابن كلاب القرشي، الزهري، أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته واتقانه وهو من رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة ١٢٥ هـ وقيل قبل ذلك سنة أو سنتين [تقريب التهذيب ص ٥٠٦].
(١) الآية ٢١٦ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢١٩ من سورة البقرة.
75