54

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Chercheur

حماد سلامة

Maison d'édition

مكتبة المنيار

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1408 AH

Lieu d'édition

الأردن

وكان يقول: من وَقَّر صاحب بدعة فقد أُعانَ على هدم الإِسلام، ومن زوج كريمته لصاحب بدعة فقد قطع رحمها، ومن انتهر صاحب بدعة ملأ اللَّهُ قَلْبَهُ أمناً وإيماناً. وأكثر إشارته وإشارات غيره من المشائخ بالبدعة إنما هي إلى البدع في العبادات والأحوال، كما قال عن النصارى ﴿ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم(١) وقال ابن مسعود: ((عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ما من عبدٍ على السبيل والسنة ذكر الله خالياً فاقشعر جلده، من مخافة الله، إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات الورق اليابس عن الشجرة، وما من عبد على السبيل والسنة ذكر الله خالياً فدمعت عيناه من خشية الله إلا لم تمسه النار أبداً، وإنَّ اقتصاداً في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة. فاحرصوا أن تكون أعمالكم - إن كانت اجتهاداً أو اقتصاداً - على منهاج الأنبياء وسنتهم))(٢).

وأما قول القائل: هذه شبكة يصاد بها العوام.

فقد صدق، فإن أكثرهم إنما يتخذون ذلك شبكة لأجل الطعام، والتوانس على الطعام. كما قال الله فيهم: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنَّ كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموالَ الناسِ بالباطلِ ويصُدُّونَ عن سبيلِ الله(٣) ومن فعل هذا فهو من أئمة الضلال، الذين قيل في رؤوسهم: ﴿يوم تُقَلَّبُ وجوهُهُم في النار يقولون: يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا: ربَّنَا إِنَّا أطعنا سادتنا وكُبَراءَنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهُمْ لعناً كبيراً (٤).

(١) الآية ٢٧ من سورة الحديد.

(٢) انظر كنز العمال للهندي ج ١ ص ٣٨٢، وحلية الأولياء لأبى نعيم ج ١ ص ٢٥٣ وقد نُسب هذا الأثر فيهما لأبي بن كعب.

(٣) الآية ٣٤ من سورة التوبة.

(٤) الآيات ٦٦ - ٦٨ من سورة الأحزاب.

54