Huck le grand escroc américain : deux en un
هوكر المحتال الأمريكي العظيم: شخصان في واحد
Genres
فأجاب الرسول: يستحيل ذلك، فإن المستر شفلر لم يفارق مكتبه منذ الساعة الأولى بعد الظهر، ولا سيما لأنه كان قبل الظهر متغيبا بسبب القضية الزورية التي علمت أمرها يا مستر بكاروف.
فجال ألف فكر في دماغ بكاروف حينئذ، وصارت مقلتاه تضطربان وقلبه يزداد خفوقا، وقال: قل أنك تمزح.
قال: ليس الآن وقت مزاح يا مستر بكاروف إلا إذا كنت أنت مازحا.
وكانت يد بكاروف قد قبضت على بوق التليفون، وسأل الرسول عن رقم تلفون شفلر، فأجابه 9001 برودواي، وفي الحال دار الحديث الآتي: - مستر شفلر؟ - نعم، من أنت؟ - إبراهام بكاروف. - هل وصل رسولي إليك؟ - نعم، هو هنا يمزح ولم يقل ماذا يريد؟ - عجيب! لم أعهده يمزح فكيف ذلك؟ سأطرده إذا صح ما تقول؛ لأني لا أريد كاتبا يضع الهزل موضع الجد. - ولكنه لم يقل ما هي مهمته. - إذا لم يقل يا مستر بكاروف، فأنت عالم أني أنتظر التحويل منك اليوم؟ - أي تحويل؟! - كيف تقول: أي تحويل؟! - أنت تمزح أيضا. - يظهر أنك أنت المازح يا مستر بكاروف. - ما أنا ولد حتى تداعبني يا مستر شفلر. - الوقت عندي ذهب يا هذا؛ فلا أضيعه في المداعبة والممازحة، أرسلت إليك رسولا يأتيني بالتحويل، فأرسله بلا إبطاء قبل أن تقفل البنوك. - تعني أنك لم تكن عندي منذ نصف ساعة؟ - يظهر أنك جننت. - إذن أنت تتكلم بجد؟ - نعم؛ وأستغرب أنك تهزل. - وأنا أستغرب أنك تنكر الشمس وهي طالعة. - أنكر ماذا؟ - تنكر أنك أتيت بنفسك إلى هنا وأخذت التحويل.
وهنا قاطع بكاروف سكريتيره قائلا: وقل له أن سكريتيري رآك في بنك كونصوليدايتد، وعرفك بالصراف، وأريت الصراف التحويل.
فقال بكاروف هذا القول، فأجابه شفلر: تضطرني يا مستر بكاروف أن أقول كلاما قاسيا، ومع ذلك لا يهمني الأمر جدا ما دمت لم أوقع على ظهر تحويل منك بعد.
عند ذلك، رد بكاروف بوق التليفون إلى مكانه، وبعد هنيهة عاد وأمسكه، وطلب أن يخاطب بنك كونصوليدايتد، وطلب إلى الصرافين أن لا يدفعوا التحويل الذي صدر باسمه بقيمة 10 آلاف ريال باسم جان شفلر، فأجابوه أن التحويل دفع بناء على تعريف سكريتيره عن حقيقة الشخص الذي قبضه.
فالتفت بكاروف إلى سكريتيره، وقال: هل عرفت عن جان شفلر في البنك؟ - نعم ، رأيته داخلا وأنا خارج، فقال: «تعال، عرفني بأحد من رجال البنك؛ لأني أريد أن أفتح حسابا.» فدخلت معه وعرفته بأحد الصرافين، وتركته هناك وأتيت. - هل أنت واثق أن الذي عرفت الصراف به هو جان شفلر الذي كان هنا؟ - هو هو بعينه وبثوبه، ولكن جان شفلر ينكر أنه أتى إلى هنا أيضا.
عند ذلك نهض المستر بكاروف من مكانه كالمجنون، وخرج وخرج وراءه رسول شفلر.
الفصل الحادي عشر
Page inconnue