سابعا:
إذا كانت المرأة مولعة بالسرقة يجوز لزوجها تطليقها.
وقد قال الحكماء: إن المرأة إذا طلقت لسبب من تلك الأسباب السبعة، ثم تزوجت من رجل غني رفيع القدر؛ فإن ذلك الزواج الجديد يمحو عارها ما دامت على قيد الحياة، ولو بعد أمد مديد. (3) واجبات المرأة
ليس للمرأة سيد سوى زوجها؛ فينبغي لها أن تحترمه وتحبه، وأن لا تحتقر شأنه.
من واجبات الفتاة نحو والديها ما دامت في بيتها أن تظهر لهما كل حب وتبجيل؛ ليكونا عنها راضيين؛ لأن رضاهما دليل على رضى الآلهة، حتى إذا تزوجت فليكن واجبها حب حميها وحماتها وتبجيلهما أكثر مما كانت تحب والديها وتبجلهما.
ومن دلائل الحب الطاعة
شأنه. إن واجبات المرأة محصورة في الطاعة؛ فإذا حادثت زوجها فلا بد أن تكون علامات اللطف والدعة بادية على وجهها، وأن يكون حديثها لطيفا منظما بعيدا عن أسباب الشقاق، لا شديدا غليظا؛ لأن الشدة في القول تدل على ميل صاحبها للشر، وعلى غطرسته وكبريائه. إن الطاعة رأس الواجبات؛ فإذا ارتابت الزوجة في أمر فعليها باستشارة بعلها، وإذا غضب الزوج مرة فالواجب على زوجته أن تظهر له ضعفها، وأن تبدي أعذارها، وأن تلين عريكتها على قدر استطاعتها، لا أن تجعل العناد دينها، والمكابرة عادتها؛ فيحمى وطيس الجدال، ويشتد الشقاق بينهما. وبالجملة فعلى المرأة أن تعتبر زوجها إلها فلا تمل من مطالبه، ولا تكل من طاعته، ولا تألو جهدا في إرضائه؛ لأن في رضى الزوج منجاة من عقاب السماء. •••
يجب على الزوجة أن تحب إخوة زوجها وأخواته وتبجلهم قاطبة؛ لأنها لو هزأت بأحدهم أو أظهرت نحوه بغضا استلزم ذلك سخط حميها وحماتها، ونفر عنها قلوب أسرة زوجها. أما إذا أحبت الجميع واحترمتهم أحبوها واحترموها، وكان في ذلك سعادة الأسرة بأسرها، وكذلك يجب عليها أن تحب زوجة أخي زوجها «سلفتها»، وأن تعاملها معاملة الشقيقة.
أفضل صفات المرأة العاقلة أن لا تخطر الغيرة على بالها، فإذا كان زوجها خليعا فاجرا فالأولى بها أن تنصحه بلطف وتنهاه عن خلقه، وهذا أنفع من الحقد عليه؛ لأن الحقد يسبب الغيرة، والغيرة تشوه الوجه، وتفسد الأخلاق، وتنفر الناس ممن يوصم بها، وتنتهي بنفور الزوج من الزوجة. ولو أساء الزوج معاملة زوجته بلا سبب ينبغي لها أن تظهر الهدوء والسكينة، وأن تلومه على ذلك بلطف، فإذا كان في ساعة من ساعات غضبه فلتتركه حتى يعاوده السرور والرضى فتنصحه؛ ففي مثل هذه الحال يجدي النصح لا محالة. وإياك أيتها الزوجة العاقلة أن تصعري خدك، أو تعنفي زوجك، أو تحادثيه بصوت خشن يزعجه. •••
يليق بالمرأة أن تكون شديدة الحذر في كلامها، وأن تقتصد في الحديث على قدر طاقتها، وأن لا تغتاب أحدا، وأن لا تنطق بغير الصدق، وإذا سمعت إنسانا يأكل لحم غيره فلا تنم بما سمعت، بل تسر الغيبة في نفسها؛ لأنه جاء في الأمثال: من بلغك مسبتك فهو شاتمك. ولم يشتت شمل الأسرات ويفرق بين الزوج وزوجته، والولد ووالده، والصاحب وصاحبه شيء كالغيبة والنميمة. •••
Page inconnue