Un conte sans début ni fin
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Genres
ما لبث ينظر إليها ذاهلا فقالت: وذات يوم سرقت الخزانة وهربت مع راقصة. - ماذا تقولين؟ - تذكر، تذكر، سرقت الخزانة وهربت مع راقصة. - رأسي يدور. - وكنت كما تكون اليوم مزيجا من التمرد والتمرد على التمرد فعذبتها - الراقصة - بالقدر الذي أردت أن تعذب به نفسك. - رباه .. أي عالم هذا! - فاضطرت هي إلى الهرب وسرعان ما فقدت ذاكرتك . - آه. - وراقبك أبي من بعيد ولم يبلغ الشرطة عنك حتى رأيناك يوما قادما. - آه. - ساقتك قدماك أو ضميرك إلى ضحاياك. - أي حلم مفزع! - ما حدث بعد ذلك فأنت تذكره. - أجل، ولعبتم معي تمثيلية متقنة!
آثرنا أن ننسى الماضي معك، حتى ذكرني ترددك بحالك قديما قبيل الهرب. - أغمض عينيه إعياء فقالت بحزم: علينا أن نصبر كما وعدناه.
10
في شرفة الفيلا - فوق الجبل - وفي ظلام دامس جلس الشبح فوق الكرسي الهزاز ومثل الآخر بين يديه. وسأل الشبح الجالس: ماذا وراءك؟ - الأسرة تكافح في صبر وعناء وعناد لا يعرف الهوادة. - وما الجديد من أنباء الصراع؟ - العنف يتراكم كالجبال. - وكيف حال صاحبنا؟ - عرف - فيما يعتقد - ذاته وتعلم من ذلك درسا لا ينسى. - وذاته الأولى ألا يفكر فيها؟ - لا وقت لديه لذلك. - أليس ثمة أمل في يقظة غير متوقعة؟ - لا أستبعد حدوث معجزة إذا تحققت آماله في البناء.
فتفكر الشبح الجالس مليا ثم قال: دعه وشأنه.
فقال الشبح الماثل بين يديه: سمعا وطاعة يا سيدي.
عنبر لولو
قام الكشك في الوسط من طرف الحديقة الجنوبي. كشك مصنوع من جذوع الأشجار على هيئة هرم تكتنفه أغصان الياسمين. وقف في وسطه كهل أبيض الشعر نحيل القامة ما زال يجري في صفحة وجهه بقية من حيوية. جعل ينظر في ساعة يده ويمد بصره إلى الحديقة المترامية مستقبلا شعاعا ذهبيا من الشمس المائلة فوق النيل نفذ إلى باطن الكوخ من ثغرة انحسرت عنها أوراق الياسمين. ولاحت الفتاة وهي تتجه نحو الكشك سائرة على فسيفساء الممشى الرئيسي. أحنت هامتها قليلا وهي تمرق من مدخل الكشك القصير، ومضت نحو الكهل بوجهها الأسمر وعينيها الخضراوين. تصافحا. ثم قالت بصوت ناعم وبنبرة اعتذار: إني خجلة!
فقال الكهل برقة: يسرني أن ألقاك. - لا يحق لي أن أنهب وقتك. - لا يعد ضائعا وقت نمنحه لعلاقة إنسانية. - شكرا لطيبة قلبك.
أشار إلى الأريكة داعيا إياها للجلوس فجلست ثم جلس وقالت: لم تسعفني الجرأة على طلب مقابلتك إلا لأني في مسيس الحاجة إلى رأي حكيم . - كل إنسان عرضة لذلك، غير أن من يراك في الإدارة لا يتصور أنك تحملين هما! - دعك من المظاهر!
Page inconnue