Un conte sans début ni fin
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Genres
فقاطعته قائلة: إنه ابنك وكفى، لن يغير جدل من هذه الحقيقة! - هل علم بذلك؟ - كيف تتخيل ذلك! - ولا أحد غيره؟ - كلا، وقعت في المأزق عقب وفاة أبي بأيام، أعلنت المرحومة أمي أنها حبلى، أقمنا زمنا عند جدتي بالمرج حتى وضعت، ثم عدنا إلى حارتنا وهي حاملة ابني باعتباره ابنها هي.
تنفس بعمق وهو لا يحول عنها عينيه وتمتم مذهولا. - ابنك وابنها! - لم أتصور أنني سأبوح بسره إلى أحد ولكنك دفعتني إلى ذلك دفعا. - أأنت في كامل قواك العقلية؟ - ليتك كذلك؟ - أتريدينني على أن أصدق أنه ابني وأنني أبوه؟! - هي الحقيقة التي لا مفر منها.
رفع الرجل رأسه هاتفا: ما أعجب هذه الحارة! .. تنام أعواما نوم الأموات ثم تتفجر بها شواظ العجائب كالشهب المجنونة في ليلة واحدة بغير حساب! - لا مفر من الحقائق، ستطاردنا اليوم أو غدا. - لا شيء هو هو، السماء فوقنا وتحتنا في آن، ماذا يجدر بنا أن نفعل؟
قالت متأوهة: لم يجر لي في خاطر أنه سيقف أمامك يوما متحديا ولا أنك ستجيبه مهددا بالموت! - لقد ترامت إلي قذائفه قبل أن أسمع باسمه. - شد ما أرعبني ذلك.
قال وكأنه يخاطب نفسه: كم حيرتني عيناه! كم عانيت من تناقض العواطف في أول لقاء، ولكن .. رباه، حذار من الخداع يا زينب! - أف .. تخل عن شكوك سخيفة لا مبرر لها.
فهز رأسه مغمغما: إذن هو ابني!
ثم واصل هز رأسه قائلا: وأنا أبوه.
وتنهد من الأعماق وقال: فلأسلم بهذه الحقيقة، سيلزمني دهر لهضمها، ولكن علي أن أسلم بها.
والتفت نحو المرأة متسائلا: كيف ولدت الكراهية في قلبه نحوي؟ - لا أدري. - لعله لم ينشأ نشأة دينية صادقة؟ - نشأ متدينا ولكنه ... - ولكنه ... - عانى وما زال يعاني حياة فقيرة مريرة. - هو حال الأكثرية الساحقة في حارتنا. - ولكن يحدث أن يتنبه إلى الفوارق في المدرسة، ثم تصادفه كلمات هنا وهناك فيقرؤها باهتمام يفوق الحد، ويكثر من التساؤل والنقاش، ثم يلقي نظرات غريبة على البيت الكبير، ثم تزلزل الأرض ويخلق شخص جديد!
فتفكر مليا ثم تساءل: ترى هل ينقلب إذا وجد نفسه فجأة في البيت الكبير؟
Page inconnue