Un conte sans début ni fin
حكاية بلا بداية ولا نهاية
Genres
فتمتم بحقد وغضب: مستهترة، أجل، مستهترة!
فغلبها الغضب على حلمها وصاحت: يا لك من رجل حقير! - مزقي ستار الأدب الزائف، واكشفي عن الحقد المخزون في أعماقك، يا بئس الصغيرات اللاتي يتلقين العلم على يديك! - مجرم عريق في الإجرام! - ارجعي إلى بيتك، وانزوي في ركن مظلم متلفعة بعارك. - أيها الوغد. - اعترفي لأخيك بعارك ليكف عن الخوض في سيرة الأعراض! - لقد جننت أو أنك على وشك الجنون، هي النهاية ولا راد لها. - لقد حز في نفسك يوما أن أرفض الوقوع في فخ الزواج الذي نصبته لي، حز في نفسك أن تنفردي بعارك كامرأة عانس، ولعلك توهمت أنك تثأرين لنفسك بنشر الأكاذيب عن أعراض الشرفاء. - ليت مريديك يرونك وأنت على هذه الحال! - ليتهم رأوك وأنت ترسمين الخطة الحمراء لتكوني زوجة لخليفة الأكرم. - ماذا أقول لرجل لم يشعر قلبه بقيمة نبيلة قط؟ ماذا أقول لرجل يستمد معارفه عن النساء من دنيا الساقطات المحترفات؟! ماذا أقول لرجل خسيس يخطر في لباس شيخ طريقة؟!
لبث يرميها بنظرة قاسية متشفية، ونوازع الشر المتضاربة تقلقل عينيه. وأخيرا قال كمن يود التخلص منها: اغربي عن وجهي، حتى أخوك كان دونك وقاحة.
فغرقت في صمت ثقيل لا تنبس بحرف: اغربي عن وجهي!
تنهدت وقد تملكت مشاعرها، وقالت: ماضينا لا يهم سوانا، أما الهلاك فإنه يهدد الجميع! - عودي إلى بيتك. - لنرجع إلى الحديث الأهم. - عودي إلى بيتك.
فقالت بهدوء نسبي: لم أجئ أصلا للشجار، ولكنك أنت الذي دفعتني إلى الجنون. - هو خير على أي حال من الكلمات الخانعة ذات الطلاء الكاذب. - أسأت فهم مقصدي. - لن تهدر حياتي بلا ثمن، ألم يقل أخوك إنني بلا أصل ولا شرف؟ حسن، سأعامله كما يليق برجل لا أصل له مثله ولا شرف له مثل أخته!
أحنت رأسها في حزن شديد. غلبها الإعياء فاضطرت إلى الجلوس الذي لم تدع إليه. هز منكبيه باستهانة وهم بالذهاب إلى الداخل وهو يقول: خذي راحتك ثم اذهبي.
غالبت ضعفها الطارئ فقامت قائلة: انتظر.
فتحرك وهو يقول: لا وقت عندي لمهاترات النساء. - آجلا أو عاجلا ستوعز بقتله. - قلت لا وقت عندي. - أعلم أنه في مقدورك أن تقتله وأنت آمن.
ولما لم يتوقف اعترضت سبيله قائلة: انتظر. - ابعدي عن طريقي. - أصغ إلي. - كفاك ثرثرة.
Page inconnue