من أوائل الكتب - التي وصلت إلينا - تأليفًا عند الحنابلة.
ويعتبر أبو الخطاب فيه من المنظمين لقواعد أُصول الفقه في المذهب، ولذلك اهتم به المصنفون في المذاهب واعتمدوا عليه ونقلوا منه، ولا نجد كتابًا من كتب الحنابلة المتأخرين إلا وتضمن آراء أبي الخطاب في عدد من مسائل الأُصول أو أغلبها.
ومن هؤلاء العلماء ابن قدامة المقدسي في "روضة الناظر"، وآل تيمية في "المسودة" والكناني في "شرحه لمختصر الطوفي"، وابن النجار الحنبلي في "شرح الكوكب المنير" (١).
٢ - التهذيب في الفرائض (٢).
٣ - الخلاف الصغير المسمى برؤوس المسائل (٣).
٤ - الخلاف الكبير المسمى بالانتصار في المسائل الكبار (٤).
وهو من أعظم كتبه، وقد صنفه أبو الخطاب انتصارًا لمذهب الإمام أحمد، وقد عرض فيه مسائل فقهية خلافية، ذكر فيها آراء الأئمة وأدلتهم، وناقش أدلة كل واحد منهم. وفي نهاية المسألة يرجح مذهب الإمام أحمد ويستدل له، يقول ﵀ في مقدمة كتابه: «رغب إليّ أصحابي كثرهم الله تعالى، ووفقهم للرشاد، وفقههم في الدين، وجعلهم من أئمة المؤمنين، في إفراد المسائل الكبار من الخلاف بين الأئمة ﵃، والانتصار فيها لمذهب إمامنا الأفضل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل» (٥).
ومن المسائل التي بحثها أبو الخطاب في هذا الكتاب: التطهير بغير الماء، الوضوء بالنبيذ، طهارة صوف الميتة وشعرها وريشها، الموالاة، الوضوء، نقض الوضوء بمس المرأة، نقض الوضوء بأكل لحم الجزور، والتيمم بتراب ليس له غبار، رؤية الماء في الصلاة للمتيمم، التيمم لصلاة الجنازة والعيدين، نجاسة سؤر الكلب، العدد في التطهير من النجاسة (٦).
_________
(١) انظر: التمهيد في أصول الفقه للكلواذاني دراسة وتحقيق د. مفيد محمد أبو عمشة ١/ ١١٩.
(٢) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٩٨، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٣) انظر: تاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١٠ - ٥٢٠): ٢٥٢، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٤) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٥) انظر: الانتصار في مسائل الكبار: (ق١أ) نقلًا من كتاب التمهيد في أصول الفقه ١/ ٦١.
(٦) انظر: التمهيد في أصول الفقه ١/ ٦١ - ٦٢.
1 / 16