ـ[الهداية على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني]ـ
المؤلف: محفوظ بن أحمد بن الحسن، أبو الخطاب الكلوذاني
المحقق: عبد اللطيف هميم - ماهر ياسين الفحل
الناشر: مؤسسة غراس للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى، ١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، ومذيل بالحواشي]
_________
أعده للمكتبة الشاملة: أسامة بن الزهراء، فريق عمل الشاملة
1 / 1
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
إنَّ الحمدَ لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لهُ، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
«ونشهدُ أنَّ محمدًا عبدهُ ورسولهُ، وأمينهُ على وحيه، وخيرتهُ من خلقه وسفيرهُ بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والمنهج المستقيم، أرسلهُ الله رحمة للعالمين، وإمامًا للمتقين، وحجةً على الخلائق أجمعين» (١).
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا - يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠ - ٧١].
أما بعد:
فالحمد لله الذي أنعم علينا بالصحة والتمكين حتى أنهينا هذا السِفْر المبارك، الذي هو أحد المراجع الرئيسة المهمة في فقه مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل ﵁. وقد كان الوقت الذي قضيناه فيه كله مبارك.
وإنَّ من نعم الله علينا وعميم إحسانه إلينا أنَّا لم نبخل على الكتاب في تحقيقه بجهد أو وقت أو مال؛ إذ إننا أردنا أن يكون التحقيق على أفضل أسسه وقواعده فقد كنا نصرف الوقت الطويل في تدقيق لفظ أو ضبط حركة - إذ شكلنا النص كاملًا بجميع حروفه - وكنا نعيد النظر وندققه ونراجع الضبط والمقابلة ونكررها. ونحن إذ نقوم بهذا نعده أمانة دينية. زيادة على أنا أخذنا على عاتقنا بالتعليق على الكتاب بما يسهل على القاريء فهم النص، وقد خرّجنا غالب ما نستطيع تخريجه من آيات وأحاديث وآثار وأقوال ومذاهب، وشرحنا كثيرًا من القضايا اللغوية والتعريفات الفقهية. وفصلنا النقل بالروايات عن الإمام أحمد مع بيان من روى عنه تلك الرواية وما إلى غَيْر ذلك من خدمة الكتاب التي يراها القاريء في تحقيق الكتاب، ثُمَّ حلّينا الكتاب بالفهارس المتعددة المتنوعة التي تسهل على القاريء الإفادة من الكتاب والرجوع إليه.
وهذه الطبعة الأولى للكتاب تخرج بهذا الشكل الذي يمتاز بجودة الكتاب المحقق
_________
(١) من مقدمة زاد المعاد ١/ ٣٤ للعلامة ابن القيم.
1 / 5
التي تمثلت بتدقيق النص والمبالغة في مقابلته مع وضع النقط والفواصل وبقية علامات الترقيم زيادة على ضبط كثير من الألفاظ التي يتعين ضبطها. وفوق ذلك الإشارة إِلَى مناجم الكتاب وموارده التي استسقى منها مؤلفه، وذلك بالمقابلة عليها وبيان الفوارق ثُمَّ بيان من استسقى من المؤلف وبين الاختلافات مع التدليل من السنة على كثير من المسائل الفقهية التي ذكرها المؤلف ولم يذكر دليلها.
وبعد فهذا كتاب " الهداية " نقدمه لمحبي الفقه الإسلامي، وعشاق المذهب السلفي خدمناه الخدمة التي توازي تعلقنا بحب كتاب الله وسنة نبيه ﷺ والمنهج الإسلامي الصحيح.
المحققان
٩/ ١/٢٠٠٣
العراق - الأنبار
[email protected]
1 / 6
الكلوذاني وكتابه الهداية
اسمه ونسبه وولادته:
هو الإمام العالم محفوظ بن أحمد بن حسن بن أحمد الكلوذاني البغدادي الأزجي الحنبلي يكنى بأبي الخطاب (١).
والكلواذاني: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الألفين وفي آخرها النون، وهذه النسبة إلى كلواذان، وهي قرية من قرى بغداد، على خمسة فراسخ منها، فالنسبة إليها كلواذاني، وكلوذاني، وخرج منها جماعة من المحدثين (٢).
والبغدادي: نسبة إلى مدينة بغداد التي كانت محط إقبال العلماء فقد كانت مدينة العلم.
والأزجي: بفتح الألف والزاي وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى باب الأَزج، وهي محلة كبيرة ببغداد، قيل كان بها أربعة آلاف طاحونة، وكان منها جماعة كثيرة من العلماء والزهاد والصالحين (٣).
والحنبلي: نسبة إلى صاحب المذهب الإمام أحمد بن حنبل ﵀.
ولادته:
لم تذكر المصادر التي بين أيدينا والتي ترجمت لأبي الخطاب مكان ولادته، ولكن الراجح لدينا أنه ولد في قرية كلوذان لأنه نسب إليها.
أما تاريخ ولادته فقد اتفق جميع من ترجم له أنه ولد في شوال سنة (٤٣٢ هـ) (٤).
_________
(١) انظر: طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى الحنبلي ٢/ ٢٢١، والأنساب للسمعاني ٤/ ٦٤٢، والمنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي ٩/ ١٩٠، والكامل في التاريخ لابن الأثير ٨/ ٢٧٧، وتاريخ الإسلام حوادث ووفيات (٥٠١ - ٥١٠ و٥١١ - ٥٢٠) للذهبي: ٢٥١ - ٢٥٢، وسير أعلام النبلاء للذهبي ١٩/ ٣٤٨، وتذكرة الحفاظ للذهبي ٤/ ١٢٦١، ومرآة الجنان لليافعي ٣/ ١٥٢، والبداية والنهاية لابن كثير ١٢/ ١٦٠، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١/ ٩٧، والمنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد للعليمي ٢/ ٨٨ - ٨٩، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن عماد الحنبلي ٤/ ٢٧، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ٨/ ١٨٨.
(٢) انظر: الأنساب ٤/ ٦٤٢.
(٣) انظر: الأنساب ١/ ١٢٢، وتاج العروس ٥/ ٤٠٥ مادة (أزَج).
(٤) انظر: طبقات الحنابلة ٢/ ٢٢١، والأنساب ٤/ ٦٤٣، والمنتظم ٩/ ١٩٠، وتاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١١ - ٥٢٠): ٢٥٢، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٨، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٧، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، وهدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا البغدادي: ٦.
1 / 7
شُيُوخه:
قد أخذ أبو الخطاب العلم من عدد من فقهاء بغداد ومحدثيها الذين عاصرهم والتقى بهم والذين كَانَ لهم الأثر البالغ فِي تكوينه العلمي، وفيما يأتي ذكر ترجمة لعدد من شيوخه حسب ما ذكرتهم كتب التراجم مرتبين حسب الوفيات وهم على النحو الآتي:
أولًا: القاضي أبو يعلى: محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد البغدادي الحنبلي ابن الفراء (١) صاحب التعليقة الكبرى والتصانيف المفيدة في المذهب.
ولد في أول السنة (٣٨٠ هـ)، وكان عالم العراق في زمانه تفقه على يديه عدد كبير من العلماء منهم أبو الخطاب الكلوذاني، له مصنفات كثيرة منها: (أحكام القرآن، ومسائل الإيمان، والمعتمد، ومختصره، والمقتبس، وعيون المسائل، والرد على الكرامية، والرد على السالمية والمجسمة، والرد على الجهمية، والكلام في الإستواء، والعدة في أصول الفقه، مختصرها، وفضائل أحمد، وكتاب الطب).
توفي سنة (٤٥٨ هـ).
ثانيًا: أبو طالب العشاري: محمد بن علي بن الفتح الحربي (٢).
ولد سنة (٣٦٦ هـ)، لقب بالعشاري لأن جسده كان طويلًا وكان فقيهًا حنبليًا تخرج على أبي حامد وكان من الزهاد وله كرامات كثيرة.
توفي سنة (٤٥١ هـ)، ودفن في مقبرة الإمام أحمد.
ثالثًا: أبو عبد الله: الحسين بن محمد الونّي الفرضي الحاسب (٣).
كان إمامًا في الفرائض وله فيها تصانيف كثيرة حسنة. سمع الحديث من أصحاب أبي علي الصفار وغيرهم، وانتفع به وبكتبه خلق كثير.
توفي شهيدًا في بغداد سنة (٤٥١ هـ) في فتنة الباسري.
_________
(١) انظر عن القاضي أبو يعلى بن الفراء في: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢/ ٢٥٦، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٦٦، والمنتظم ٨/ ٢٤٣، وتاريخ الإسلام (٤٤١ - ٤٥٠ و٤٥١ - ٤٦٠): ٤٥٣، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٨٩ - ٩١، ومرآة الجنان ٣/ ٦٣ - ٦٤، والبداية والنهاية ١٢/ ٨٥، والمنهج الأحمد ٢/ ١٣، وشذرات الذهب ٣/ ٣٠٦، ومعجم المؤلفين ٩/ ٢٥٤ - ٢٥٥.
(٢) انظر عن أبي طالب العشاري في: تاريخ بغداد ٣/ ١٠٧، وطبقات الحنابلة ٢/ ١٦٣، والأنساب ٥/ ٥٢٦، والمنتظم ٨/ ١٩٧، واللباب ٣/ ٣٧٥، ووفيات الأعيان ٢/ ١٣٨، وتاريخ الإسلام (٤٤١ - ٤٥٠ و٤٥١ - ٤٦٠): ٣١٦، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٨ - ٥٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٧٧، والمنهج الأحمد ٢/ ١٢، وشذرات الذهب ٣/ ٢٨٩.
(٣) انظر عن أبي عبد الله الونّي في: الأنساب ٥/ ٥٢٦، والمنتظم ٨/ ١٩٧ - ١٩٨، واللباب ٣/ ٣٧٥، ووفيات الأعيان ٢/ ١٣٨.
1 / 8
والونّي: بفتح الواو وتشديد النون نسبة إلى (وَنَّ) وهي قرية من أعمال قهستان (١).
رابعًا: أبو علي: محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن بكران المعروف بالجازري (٢).
والجازري: بفتح الجيم والزاي المكسورة بعد الألف وبعدها راء، هذه نسبة إلى جازرة وهي قرية من أعمال نهروان بالعراق (٣).
ولد سنة (٣٧٠ هـ)، روى كتاب "الجليس والأنيس" عن القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا الجريري يعرف بابن طرارا، روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا والخطيب أبو بكر الحافظ.
توفي شهر ربيع الأول سنة (٤٥٢ هـ).
خامسًا: أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الجوهري (٤).
والجوهري: بفتح الجيم والهاء وبينهما الواو الساكنة وفي آخرها الراء نسبة إلى بيع
الجوهر (٥).
ولد سنة (٣٦٣ هـ).
حدث عن القطيعي بمسند العشرة ومسند أهل البيت ومسند العباس.
روى عنه جماعة، وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عبد الملك بن ضيرون.
توفي سنة (٤٥٤ هـ).
سادسًا: أبو الحسن الهاشمي: محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله (٦).
ولد سنة (٣٨٤ هـ) وكان خطيب جامع المنصور.
قرأ القرآن على أبي القاسم الصيدلاني، كان عدلًا ثقةً شهد عند ابن ماكولا، وأبي
_________
(١) انظر: وفيات الأعيان ٢/ ١٣٨، وتاج العروس ٩/ ٣٦٣ (ونن).
(٢) انظر عن أبي علي في: الأنساب ٢/ ٢٩، والمنتظم ٨/ ٢١٧، واللباب ١/ ٢٥١.
(٣) انظر: الأنساب ٢/ ٢٩، واللباب ١/ ٢٥١.
(٤) انظر عن أبي محمد تاريخ بغداد ٧/ ٣٩٣، والأنساب ٢/ ١٥٧، والمنتظم ٨/ ٢٢٧، والكامل في التاريخ ٨/ ٩٤، وتاريخ الإسلام (٤٤١ - ٤٥٠ و٤٥١ - ٤٦٠): ٣٥٦، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٦٨ - ٧٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٧٩، وشذرات الذهب ٣/ ٢٩٢، والأعلام ٢/ ٢٠٢.
(٥) انظر: الأنساب ٢/ ١٥٧، واللباب ١/ ٣١٣.
(٦) انظر عن أبي الحسن الهاشمي المنتظم ٨/ ٢٧٤، والكامل في التاريخ ٨/ ١١٢، وتاريخ الإسلام (٤٦١ - ٤٧٠): ١٥٥، والبداية والنهاية ١٢/ ٩٤ - ٩٥.
1 / 9
عبد الله الدافعاني فقبلا شهادته. وكان ممن يلبس القلانس الطوال التي تسميها العوام الدنيات.
توفي سنة (٤٦٤ هـ) ودفن بقرب قبر بشر الحافي ﵁.
سابعًا: أبو جعفر بن المسلمة القرشي: محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن ابن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرُّفَيْل (١).
ولد سنة (٣٧٥ هـ).
وهو آخر من حدث عن أبي الفضل عبيد الله بن عبد الرحمان الزهري.
وأبي محمد بن معروف - وقد كان صحيح السماع واسع الرواية نبيلًا ثقة صالحًا.
خرج له الخطيب مجالس. توفي سنة (٤٦٥ هـ) وصلى عليه في جامع الرصافة ودفن بالخيزرانية.
ثامنًا: أبو عبد الله الدامغاني: محمد بن علي بن محمد الدامغاني الحنفي (٢).
والدَّامغاني: بفتح الدال المشددة المهملة وفتح الميم والغين المعجمة في آخرها النون، هذه النسبة إلى دامغان، وهي مدينة من بلاد قومس ينسب إليها كثير من العلماء (٣).
ولد سنة (٣٩٨ هـ) (٤) تفقه بخراسان وقدم بغداد شابًا ودرس بها فقه أبي حنيفة على يد أبي الحسين القدوري وسمع من القاضي أبي عبد الله الحسين بن علي الصيمري.
وُلِّيَ قضاء القضاة بعد أبي عبد الله بن ماكولا سنة (٤٤٧هـ).
توفي سنة (٤٧٨هـ).
تلامذته:
لقد تتلمذ على الشيخ أبي الخطاب الكلوذاني عددٌ من الدارسين نذكر منهم على
_________
(١) انظر عن أبي جعفر القرشي تاريخ بغداد ١/ ٣٥٦، والمنتظم ٨/ ٢٨٢، واللباب ٣/ ٢١١، وتاريخ الإسلام (٤٦١ - ٤٧٠): ١٨١، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٢١٥، وشذرات الذهب ٣/ ٣٢٣.
(٢) انظر عن أبي عبد الله الدامغاني تاريخ بغداد ٣/ ١٠٩، والأنساب ٢/ ٥٠٨ - ٥٠٩، والمنتظم ٩/ ٢٢، والكامل في التاريخ ٨/ ١٣٩، واللباب ١/ ٤٨٦، وتاريخ الإسلام (٤٧١ - ٤٨٠): ٢٤٧ - ٢٥١، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٨٥ - ٤٨٧، ومرآة الجنان ٣/ ٩٤، والبداية والنهاية ١٢/ ١١٦، وشذرات الذهب ٣/ ٣٦٢.
(٣) انظر: الأنساب ٢/ ٥٠٨، واللباب ١/ ٤٨٦.
(٤) جاء في: تاريخ بغداد ٣/ ١٠٩، والمنتظم ٩/ ٢٢، والكامل في التاريخ ٨/ ١٣٩، وتاريخ الإسلام (٤٧١ - ٤٨٠): ٤٢٨، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ٤٨٦. أنه ولد سنة (٣٩٨ هـ). وجاء في الأنساب ٢/ ٥٠٩، واللباب ١/ ٤٨٦. أنه ولد سنة (٤٠٠ هـ). وجاء في البداية والنهاية ١٢/ ١١٦. أنه ولد سنة (٤١٨ هـ).
1 / 10
سبيل المثال لا الحصر - وهم مرتبون حسب وفياتهم -.
أولًا: أبو سعد: عبد الوهاب بن حمزة بن عمر البغدادي الفقيه المعدل.
ولد سنة (٤٥٧ هـ) تفقه على أبي الخطاب وأفتى وبرع في الفقه.
توفي سنة (٥١٥ هـ) ودفن بمقبرة الإمام أحمد ﵁ (١).
ثانيًا: أبو الحسن الواعظ: علي بن الحسن الدواحي.
تفقه على أبي الخطاب وسمع منه الحديث.
توفي سنة (٥٢٦ هـ). وصلى عليه من الغد، ودفن بمقبرة باب حرب (٢).
ثالثًا: أبو بكر بن أبي الفتح: أحمد بن محمد بن أحمد الدينوري البغدادي الفقيه.
أحد الفقهاء الأعيان وأئمة المذهب. تفقه على أبي الخطاب وبرع في الفقه، وتقدم في المناظرة على أبناء جنسه، حتى كان أسعد الميهني شيخ الشافعية يقول: ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إلا ثلم فيه ثلمة.
وله تصانيف في المذهب، منها: كتاب «التحقيق في مسائل التعليق».
توفي سنة (٥٣٢ هـ) ودفن قريبًا من قبر الإمام أحمد ﵁ (٣).
رابعًا: أبو جعفر: محمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلوذاني الفقيه ابن الإمام أبي الخطاب.
ولد سنة (٥٠٠ هـ)، تفقه على أبيه، وبرع في الفقه، صنف كتابًا سماه «الفريد».
توفي سنة (٥٣٣ هـ) ودفن بمقبرة باب حرب عند أبيه (٤).
خامسًا: أبو الفتح: عبد الله بن هبة الله بن أحمد بن محمد السامري (٥) الفقيه.
ولد سنة (٤٨٥ هـ)، وسمع الكثير من جماعة وتفقه على أبي الخطاب وحدث وروى عنه.
_________
(١) انظر: المنتظم ١/ ٧٣، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٩، والمنهج الأحمد ٢/ ١٢٥، وشذرات الذهب ٤/ ٩٨.
(٢) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٠، والمنهج الأحمد ٢/ ١١٩، وشذرات الذهب ٤/ ٧٩.
(٣) انظر: المنتظم ١٠/ ٧٣، والكامل في التاريخ ٨/ ٣٦٣، والبداية والنهاية ١٢/ ١٩٠، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٥٩، والمنهج الأحمد ٢/ ١٢٥ - ١٢٦، وشذرات الذهب ٤/ ٩٨ - ٩٩، ومعجم المؤلفين ٢/ ٦٨.
(٤) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٦٠، والمنهج الأحمد ٢/ ١٢٦، وشذرات الذهب ٤/ ١٠٣.
(٥) السامري: بفتح السين وفتح الميم وفي آخرها راء مشددة - هذه النسبة إلى مدينة سر من رأى بالعراق فوق بغداد، وهي مشهورة فخففها الناس وقالوا: سامِرّا. بناها المعتصم وخربت عن قريب من عمارتها فنسب إليها جماعة.
انظر: الأنساب ٣/ ٢٢٥، واللباب ٢/ ٩٤.
1 / 11
توفي سنة (٥٤٥ هـ) ودفن بمقبرة باب حرب (١).
سادسًا: أبو محمد بن أبي الفتح: عبد الرحمان بن محمد بن علي بن محمد الحلواني (٢).
ولد سنة (٤٩٠ هـ) تفقه على أبيه وأبي الخطاب وبرع في الفقه وأُصوله وناظر.
وصنف تصانيف في الفقه وأُصوله منها: كتاب «التبصرة» في الفقه، وكتاب «الهداية» في أصول الفقه وله تفسير القرآن في إحدى وأربعين جزءًا، وروى عن أبيه وجماعة.
وكان فقيهًا في المذهب يفتي وينتفع به جماعة أهل محلته.
توفي سنة (٥٤٦ هـ)، وصلّى عليه الشيخ عبد القادر ودفن بداره بالمأمونية (٣).
سابعًا: أبو علي بن شاتيل: أحمد بن عبد الرحمان بن محمد بن محمد الأزجي.
سمع من أبي محمد التميمي وجماعة، وتفقه على أبي الخطاب الكلوذاني.
ولِّي القضاء بربع سوق الثلاثاء مدة. ثم ولِّي القضاء مدة. ثم ولِّي قضاء المدائن وكان أحد فقهاء الحنابلة وقضاتهم، وسمع من جماعة.
توفي سنة (٥٤٨ هـ) (٤).
ثامنًا: أبو بكر بن أبي محمد: محمد بن خذا داذ بن سلامة بن خذا داذ العراقي المأموني المباردي (٥) الحداد الكاتب الفقيه الأديب المشهور بنقاش المبارد.
_________
(١) انظر: تاريخ الإسلام (٥٤١ - ٥٥٠): ٢٢١، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٨٤، والمنهج الأحمد ٢/ ١٣٩.
(٢) الحُلْوَاني: بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والألف وهذه النسبة إِلَى بلدة حلوان وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال وهي بلدة كبيرة خرب أكثرها نسب إليها جماعة.
انظر: الأنساب ٢/ ٢٩٠، واللباب ١/ ٣٨٠.
وتأتي أيضا بلفظ (الحَلْوَاني): بفتح الحاء المهملة وسكون اللام وبعدها واو وفي آخرها نون هذه النسبة إلى عمل الحلوى وبيعها وقد نسب إليها جماعة.
انظر: اللباب ١/ ٣٨٠. والظاهر والله أعلم أن أبا محمد يُنسب إلى (حُلْوَان) البلد المعروف بالعراق؛ لأن ابن الجوزي ذكر أنه كان يتجر في الخل ويقنع به ولا يقبل من أحد شيئًا.
انظر: المنتظم ١٠/ ١٤٦.
(٣) انظر: المنتظم ١٠/ ١٤٦، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٨٥، والمنهج الأحمد ٢/ ١٤١، وشذرات الذهب ٤/ ١٤٤.
(٤) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٨٨، والمنهج الأحمد ٢/ ١٤٤، وشذرات الذهب ٤/ ١٤٧.
(٥) المَبَاردي: بفتح الميم والباء وسكون الألف وكسرالراء وفي آخرها دال مهملة هذه النسبة إلى المبارد وهو جمع مبرد وبهذه النسبة اشتهر أبو بَكْرٍ فقد كان ينقش المبارد.
انظر: اللباب ٣/ ١٥٩.
1 / 12
سمع من جماعة وتفقه على أبي الخطاب. كان فقيهًا، مناظرًا، أُصوليًا، وقرأ الأدب، وقال الشعر.
توفي سنة (٥٥٢ هـ) وصلِّي عليه بمسجد ابن جردة ودفن بمقبرة باب حرب (١).
تاسعًا: ابن بركة الحربي: أحمد بن معالي - يسمى عبد الله أيضًا -.
تفقه على أبي الخطاب الكلوذاني وبرع في النظر وكان قد انتقل إلى مذهب الشافعي ثم عاد إلى مذهب أحمد.
توفي سنة (٥٥٤ هـ) وصلى عليه الشيخ عبد القادر ودفن بمقبرة باب حرب.
وكان سبب موته أنه ركب دابة فانحنى في مضيق ليدخل فاتكأ بصدره على قربوس (٢) السرج فأثر فيه، وانظم إلى ذلك إسهال فضعفت القوة وكان مرضه يومين أو ثلاثة (٣).
عاشرًا: أبو حكيم: إبراهيم بن دينار بن أحمد بن الحسين بن حامد بن إبراهيم النهرواني (٤) الرزاز.
ولد سنة (٤٨٠ هـ) وسمع الحديث من أبي الخطاب وجماعة وتفقه على أبي سعد بن حمزة صاحب أبي الخطاب وبرع في المذهب والخلاف والفرائض وأفتى وناظر.
وكانت له مدرسة بناها بباب الأزج وكان يدرس ويقيم بها وفي آخر عمره فوضت إليه المدرسة التي بناها ابن الشمعل بالمأمونية وقرأ عليه العلم خلق كثير وانتفعوا به. منهم ابن الجوزي والسامري صاحب المستوعب وصنف تصانيف في المذهب والفرائض وصنف شرحًا للهداية كتب منه تسع مجلدات ومات ولم يكمله.
توفي سنة (٥٥٦ هـ) ودفن قريبًا من بشر الحافي ﵁ (٥).
أحد عشر: أبو الحسن: سعد الله بن نصر بن سعيد بن علي المعروف بابن الدجاجي
_________
(١) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٩٤، والمنهج الأحمد ٢/ ١٤٨، وشذرات الذهب ٤/ ١٦٤.
(٢) قربوس: حِنْوُ السرج وجمعها قرابيس. انظر: المعجم الوسيط: ٧٢٣.
(٣) انظر: المنتظم ١٠/ ١٩٠، والبداية والنهاية ١٢/ ٢١٦، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ١٩٥ - ١٩٦، والمنهج الأحمد ٢/ ١٤٩، وشذرات الذهب ٤/ ١٧٠.
(٤) النَهْرَوَاني: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء وفتح الواو بعد الألف نون، هذه النسبة إلى النَهْرَوَان وهي بليدة قديمة بالقرب من بغداد لها عدة نواحٍ خرب أكثرها ينتسب إليها جماعة من العلماء.
انظر: اللباب ٣/ ٣٣٧.
(٥) انظر: المنتظم ١٠/ ٢٠١، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٢٠١، والمنهج الأحمد ٢/ ١٥٤، وشذرات الذهب ٤/ ١٧٦.
1 / 13
وبابن الحيواني (١)، ويلقب بمهذهب الدين.
ولد سنة (٤٨٠ هـ) (٢)، قرأ بالروايات على أبي الخطاب الكلوذاني وغيره، وتفقه على أبي الخطاب حتى برع، وقد روى عنه كتابه الهداية وقصيدته وغيرها وروى عن ابن عقيل كتاب الانتصار لأهل السنة والحديث.
توفي سنة (٥٦٤ هـ) ودفن بمقبرة رباط الزوزني (٣).
إثنا عشر: أبو عبد الله بن أبي بركات مسلم بن ثابت بن القاسم بن أحمد بن
النحاس البزازي البغدادي المأموني المعروف بابن جوالق (٤).
ولد سنة (٤٩٤ هـ) وتفقه على أبي الخطاب الكلوذاني وناظر وسمع منه جماعة من الطلبة وكان صحيح السماع.
توفي سنة (٥٧٢ هـ) ودفن بمقبرة باب حرب (٥).
وغير هؤلاء كثير ممن سمع من أبي الخطاب الكلوذاني الحديث والفقه يطول المقام بذكرهم فرحمه الله من عالم نفع الناس بعلمه.
أَخلاَقُهُ وَثَناء العُلَمَاء عَلَيه:
كان الإمام أبو الخطاب الكلوذاني مفتيًا صالحًا ورعًا دينًا يتحلى بالأخلاق الكريمة والأدب الرفيع إضافةً إلى تمتعه بعلم واسع غزير وذكاء وفطنة، فقد وصفه معاصروه والمترجمون له بصفات كثيرة تدل على صلاحه وعلمه وفي ما يأتي بعض أقوال العلماء فيه: -
_________
(١) الحيواني: بفتح الحاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الواو والألف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى بيع الحيوان وهذا يختص ببيع الدجاج والطيور ببغداد وإليها نسب أبو الحسن. انظر: الأنساب ٢/ ٣٤٨، واللباب ١/ ٤٠٦.
(٢) جاء في كتاب الذيل على طبقات الحنابلة ٣/ ٢٥٤، وشذرات الذهب ٤/ ٢١٢ بأنه ولد سنة (٤٨٢هـ).
(٣) انظر: الأنساب ٢/ ٣٤٨، والمنتظم ١٠/ ٢٢٨، واللباب ١/ ٤٠٦ - ٤٠٧، وتاريخ الإسلام (٥٦١ - ٥٧٠): ١٩٠ - ١٩٢، والبداية والنهاية ١٢/ ٢٣١، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٢٥٤، وشذرات الذهب ٤/ ٢١٢.
(٤) الجُوَالِقِي: بضم الجيم والواو المفتوحة واللام المكسورة وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى الجوالق وقد ينسب إليه بزيادة الياء أيضًا وهذه النسبة أصح وكلاهما إلى شيء واحد وهو عمل الجوالق أو بيعه وقد اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله بن أبي البركات.
انظر: الأنساب ٢/ ١٣٤، واللباب ١/ ٣٠٠.
(٥) انظر: المنتظم ١٠/ ٢٦٨، وتاريخ الإسلام (٥٧١ - ٥٨٠): ١١١ - ١١٢، والذيل على طبقات الحنابلة ٣/ ٢٨٣، والمنهج الأحمد ٢/ ٢٢٤، وشذرات الذهب ٤/ ٢٤٣.
1 / 14
أولًا: قال ابن الجوزي: «وكان ثقة ثبتًا غزير الفضل والعقل» (١).
ثانيًا: قال الذهبي: «كان أبو الخطاب من محاسن العلماء، خيرًا صادقًا، حسن الخلق، حلو النادرة، من أذكياء الرجال» (٢).
ثالثًا: قال ابن رجب الحنبلي: «وكان حسن الأخلاق، ظريفًا، مليح النادرة، سريع الجواب، حاد الخاطر. وكان مع ذلك كامل الدين، غزير العقل، جميل السيرة، مرضي الفعال، محمود الطريقة» (٣).
رابعًا: قال ابن عماد الحنبلي: «كان إمامًا علامة، ورعًا صالحًا، وافر العقل، غزير العلم، حسن المحاضرة، جيد النظم» (٤).
خامسًا: قال أبو الكرم بن الشهرزوري: «كان إلكيا إذا رأى أبا الخطاب الكلوذاني مقبلًا قال: قد جاء الجبل» (٥).
سادسًا: قال أبو بكر بن النقور: «كان إلكيا الهراسي إذا رأى أبا الخطاب قال: قد جاء الفقه» (٦).
سابعًا: قال السلفي: «أبو الخطاب من أئمة أصحاب أحمد يفتي على مذهبه ويناظر وكان عدلًا رضيًا ثقة» (٧).
ثامنًا: وقال غيره: «كان مفتيًا صالحًا، عابدًا ورعًا، حسن العشرة، له نظم رائق» (٨).
مصنفاته:
صنف أبو الخطاب كتبًا في الفقه والأُصول والخلاف والفرائض، وسنورد هذه المصنفات حسب ما ذكرتها كتب التراجم.
١ - التمهيد في أصول الفقه (٩): -
كتاب التمهيد هو الكتاب الثاني عند الحنابلة. بعد كتاب العدة لأبي يعلى. فهو بهذا
_________
(١) انظر: المنتظم ٩/ ١٩٠.
(٢) انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٥٠.
(٣) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨.
(٤) انظر: شذرات الذهب ٤/ ٢٧.
(٥) انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٨.
(٦) انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، وشذرات الذهب ٤/ ٢٨.
(٧) انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، وشذرات الذهب ٤/ ٢٨.
(٨) انظر: سير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩.
(٩) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ٣/ ٩٨، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام للزركلي ٥/ ٢٩١.
1 / 15
من أوائل الكتب - التي وصلت إلينا - تأليفًا عند الحنابلة.
ويعتبر أبو الخطاب فيه من المنظمين لقواعد أُصول الفقه في المذهب، ولذلك اهتم به المصنفون في المذاهب واعتمدوا عليه ونقلوا منه، ولا نجد كتابًا من كتب الحنابلة المتأخرين إلا وتضمن آراء أبي الخطاب في عدد من مسائل الأُصول أو أغلبها.
ومن هؤلاء العلماء ابن قدامة المقدسي في "روضة الناظر"، وآل تيمية في "المسودة" والكناني في "شرحه لمختصر الطوفي"، وابن النجار الحنبلي في "شرح الكوكب المنير" (١).
٢ - التهذيب في الفرائض (٢).
٣ - الخلاف الصغير المسمى برؤوس المسائل (٣).
٤ - الخلاف الكبير المسمى بالانتصار في المسائل الكبار (٤).
وهو من أعظم كتبه، وقد صنفه أبو الخطاب انتصارًا لمذهب الإمام أحمد، وقد عرض فيه مسائل فقهية خلافية، ذكر فيها آراء الأئمة وأدلتهم، وناقش أدلة كل واحد منهم. وفي نهاية المسألة يرجح مذهب الإمام أحمد ويستدل له، يقول ﵀ في مقدمة كتابه: «رغب إليّ أصحابي كثرهم الله تعالى، ووفقهم للرشاد، وفقههم في الدين، وجعلهم من أئمة المؤمنين، في إفراد المسائل الكبار من الخلاف بين الأئمة ﵃، والانتصار فيها لمذهب إمامنا الأفضل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل» (٥).
ومن المسائل التي بحثها أبو الخطاب في هذا الكتاب: التطهير بغير الماء، الوضوء بالنبيذ، طهارة صوف الميتة وشعرها وريشها، الموالاة، الوضوء، نقض الوضوء بمس المرأة، نقض الوضوء بأكل لحم الجزور، والتيمم بتراب ليس له غبار، رؤية الماء في الصلاة للمتيمم، التيمم لصلاة الجنازة والعيدين، نجاسة سؤر الكلب، العدد في التطهير من النجاسة (٦).
_________
(١) انظر: التمهيد في أصول الفقه للكلواذاني دراسة وتحقيق د. مفيد محمد أبو عمشة ١/ ١١٩.
(٢) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٩٨، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٣) انظر: تاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١٠ - ٥٢٠): ٢٥٢، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٤) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩١.
(٥) انظر: الانتصار في مسائل الكبار: (ق١أ) نقلًا من كتاب التمهيد في أصول الفقه ١/ ٦١.
(٦) انظر: التمهيد في أصول الفقه ١/ ٦١ - ٦٢.
1 / 16
٥ - العبادات الخمس (١).
٦ - مناسك الحج (٢).
٧ - الهداية (٣).
هذا ما ذكرته كتب التراجم من تصانيف الإمام العالم أبي الخطاب، وقد ذكرت كتب التراجم، بأنه ﵀ كان يقول الشعر اللطيف، ومن أشهر ما نقل عنه قصيدة دالية طويلة معروفة يذكر فيها اعتقاده ومذهبه تناولتها كتب التراجم بأبيات منها أو بتمامها (٤). ولإتمام النفع ارتأينا أن نذكر القصيدة كاملة كما ذكرها ابن الجوزي في المنتظم (٥) وهي:
دع عنك تذكار الخليط لمنجد ... والشوق نحو الآنسات الخرد
والنوح في أطلال سعدى إنما ... تذكار سعدى شغل من لم يسعد
واسمع مقالي إن أردت تخلصًا ... يوم الحساب وخذ بهدي تهتد
واقصد فإني قد قصدت موفقًا ... نهج ابن حنبل الإمام الأوحد
خير البرية بعد صحب محمد ... والتابعين إمام كل موحد
ذي العلم والرأي الأصيل ومن حوى ... شرفًا على فوق السها والفرقد
واعلم بأني قد نظمت مسائلًا ... لم آل فيها النصح غير مقلد
وأجبت عن تسآل كل مهذب ... ذي صولة عند الجدال مسود
هجر الرقاد وبات ساهر ليله ... ذي همة لا يستلذ بمرقد
قوم طعامهم دراسة علمهم ... يتسابقون إلى العلى والسؤدد
قالوا بما عرف المكلف ربه ... فأجبت بالنظر الصحيح المرشد
قالوا فهل رب الخلائق واحد ... قلت الكمال لربنا المتفرد
_________
(١) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩.
(٢) انظر: الذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩.
(٣) وهو الذي بين يديك وانظر: تاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١١ - ٥٢٠): ٢٥٢، وسير علام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٨، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩، ومعجم المؤلفين ٨/ ١٨٨، والأعلام ٥/ ٢٩٠.
(٤) انظر: المنتظم ٩/ ١٩١، وتاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١١ - ٥٢٠): ٢٥٢، وسير أعلام النبلاء ١٩/ ٣٤٩، والبداية والنهاية ١٢/ ١٦٠، والمنهج الأحمد ٢/ ٨٩.
(٥) انظر: المنتظم ٩/ ١٩١ - ١٩٢.
1 / 17
قالوا فهل تصف لنا الإله أبن لنا ... قلت الصفات لذي الجلال السرمدي
قالوا فهل تلك الصفات قديمة ... كالذات قلت كذاك لم تتجدد
قالوا فهل لله عندك مشبه ... قلت المشبه في الجحيم الموصد
قالوا فهل في الأماكن كلها ... قلت الأماكن لا تحيط بسيد
قالوا فتزعم أن على العرش استوى ... قلت الصواب كذاك أخبر سيدي
قالوا فما معنى استواه أبن لنا ... فأجبتهم هذا سؤال المعتدي
قالوا فأنت تراه جسمًا قل لنا ... قلت المجسم عندنا كالملحد
قالوا تصفه بأنه متكلم ... قلت السكوت نقيصة بالسيد
قالوا فما القرآن قلت كلامه ... من غير ما حدث وغير تجدد
قالوا فما تتلوه قلت كلامه ... لا ريب فيه عند كل موحد
قالوا النزول قلت ناقله لنا ... قوم هموا نقلوا شريعة أحمد
قالوا فكيف نزوله فأجبتهم ... لم ينقل التكييف لي في مسند
قالوا فهل فعل القبيح مراده ... قلت الإرادة كلها للسيد
قالوا فأفعال العباد فقلت ما ... من خالق غير الإله الأمجد
لو لم يرده وكان كان نقصه ... سبحانه عن أن يعجز في الردي
قالوا فما الإيمان قلت مجاوبًا ... عملًا وتصدقًا بغير تبلد
قالوا فمن بعد النبي خليفة ... قلت الموحد قبل كل موحد
حاميه في يوم العريش ومن له ... في الغر أسعد يا له من مسعد
قالوا فمن ثاني أبي بكر الرضا ... قلت الإمارة في الإمام الأزهد
فاروق أحمد والمهذب بعده ... سند الشريعة باللسان وباليد
قالوا فثالثهم قلت مجاوبا ... من بايع المختار عنه باليد
صهر النبي على ابنتيه ومن حوى ... فضلين فضل تلاوة وتهجد
أعني ابن عفان الشهيد ومن دعي ... في الناس ذو النورين صهر محمد
قالوا فرابعهم فقلت مجاوبًا ... من حاز دونهم أخوة أحمد
1 / 18
زوج البتول وخير من وطئ الثرى ... بعد الثلاثة عند كل موحد
أعني أبا الحسن الإمام ومن له ... بين الأنام فضائل لم تجحد
ولابن هند في الفؤاد محبة ... ومودة فليرغمن مفند
ذاك الأمين المجتبى لكتابة ... الوحي المنزل ذو التقى والسؤدد
فعليهم وعلى الصحابة كلهم ... صلوات ربهم تروح وتغتدي
إني لأرجو أن أفوز بحبهم ... وبما اعتقدت من الشريعة في غد
قالوا أبان الكلوذاني للهدى ... قلت رفع السماء مؤيدي (١)
وَفَاته:
توفي أبو الخطاب ﵀ في بغداد سنة (٥١٠ هـ) وصَلَّى أبو الحسن بن الفاعوس الزاهد عليه إمامًا وحضر الجمع العظيم والجند الكثير ودفن بين يدي صف الإمام أحمد ﵁ بجنب أبي محمد اليميمي (رحمه الله تعالى) (٢).
أولًا: عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه:
اتفقت كتب التراجم التي أبرزت مصنفات الإمام الكلوذاني بأن من مصنفاته فِي الفقه كتابًا اسمه (الهداية على مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ﵁). وقد أشار المصنف فِي مقدمة كتابه بالتلويح دون التوضيح إلى ذكر اسم هَذَا الكتاب.
فقد قَالَ: (هَذَا مُختَصر ذكرت فِيهِ جملًا من أصول مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن مُحَمَّد بن حنبل الشَّيْبَانِيّ فِي الفقه، وعيونًا من مسائله ليكون هداية للمبتدئين وتذكرة للمنتهين. الخ). وجاء عنوان الكتاب طرة المخطوط: «الهداية فِي فروع الحنابلة».
ثانيًا: موضوعات الكتاب وترتيبها:
لَمْ يختلف الفقهاء القدامى كثيرًا فِي تقسيم وترتيب أبواب الفقه الإسلامي فقد ذهب
_________
(١) انظر: القصيدة في المنتظم ٩/ ١٩١.
(٢) انظر: طبقات الحنابلة ٢/ ٢٢١، والمنتظم ٩/ ١٩٣، والكامل في التاريخ ٨/ ٢٧٧، وتاريخ الإسلام (٥٠١ - ٥١٠ و٥١١ - ٥٢٠): ٢٥٣، ومرآة الجنان ٣/ ١٥٢، والبداية والنهاية ١٢/ ١٦٠، والذيل على طبقات الحنابلة ١/ ٩٩، والمنهج الأحمد ٢/ ٩٣، وشذرات الذهب ٤/ ٢٨، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لجمال الدين أبي المحاسن ٥/ ٢١٢، وهدية العارفين أسماء المؤلفين وأثار المصنفين: ٦، وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لمصطفى بن عبد الله القسطنطيني ٤/ ٤٨٢.
1 / 19
الفقهاء القدامى إلى تقسيم وترتيب أبواب الفقه الإسلامي عَلَى نمط واحد ساروا عَلَيْهِ فِي كتبهم.
وَعَلَى هَذَا النهج والرسم سار أبو الْخَطَّابِ الكلوذاني فقد ابتدأ كتابه ب (باب الطهارة ثُمَّ بَاب الزكاة ثُمَّ بَاب الْحَجِّ ... الخ).
ثالثًا: منهج الكلوذاني فِي كتابه
لَمْ يبين لنا الكلوذاني فِي مقدمة كتابه منهجه فِي الكتاب أو أسلوب كتابته، فكل مَا وجدناه فِي مقدمته خطبة قصيرة حمد الله فِيهَا وأثنى عَلَيْهِ، وصلى عَلَى رسوله الكريم وَعَلَى آله وأصحابه، وقد بين فِيها أيضًا سبب تأليفه للكتاب إذ قَالَ: «هَذَا مُخْتَصَر ذكرت فِيهِ جملًا من أصول مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن مُحَمَّد بن حنبل الشَّيْبَانِيّ ﵃ ... ليكون هداية للمبتدئين وتذكرة للمنتهين ... ألخ).
إلا أننا بعد أن قمنا بدراسة هَذَا الكتاب استطعنا أن نلمس بَعْض الخطوط العريضة التي اعتمدها الكلوذاني فِي كتابه، وسوف نذكرها بإيجاز تاركين التفاصيل للنص المحقق والتي يمكن إيجازها بما يأتي:
أ- من الناحية اللغوية:
١ - استخدامه لغات نادرة مثل: «الأولة». (١)
٢ - يذهب المصنف أحيانًا إلى التعريف ببعض المفردات اللغوية، ومن الأمثلة عَلَى ذَلِكَ تعريفه (الخارصة) بقوله: «وهي التي تشق الجلد وَلاَ تدميه» وكَذَلِكَ تعريفه (الدامية) بقوله: «وهي التي تدمي» (٢) وكذلك عرف المصنف (الباضعة) و(الملامحة) و(الموضحة) (٣) و(الهاشمة) (٤) و(المنقلة) و(المأمومة) (٥) و(الخواسق) و(الخوارق) و(الحواصل) و(الموارق) و(الخوارم) (٦).
ب - من الناحية الحديثية: بعد أن قمنا بدراسة الكتاب لاحظنا بأن المصنف لَمْ يورد فِي كتابه الأحاديث إلا فِي أبواب فقهية قليلة يمكن حصرها وهي عَلَى النحو الآتي:
١ - باب زكاة الزروع والثمار. (٧)
_________
(١) انظر: ١/ ١٢٦، ١٢٧، ١٣٤، ٢٧١، ٢/ ١١٦، ١٥٣.
(٢) انظر: ٢/ ٢٥٣.
(٣) انظر: ٢/ ٢٥٣.
(٤) انظر: ٢/ ٢٥٥.
(٥) انظر: ٢/ ٢٥٥.
(٦) انظر: ١/ ٣٧٧.
(٧) انظر: ١/ ١٦٦.
1 / 20
٢ - باب ما يكره وما يستحب وحكم القضاء. (١)
٣ - باب حمل الجنازة والدفن. (٢)
٤ - باب أدب القاضي. (٣)
٥ - باب صلاة الاستسقاء. (٤)
٦ - باب صوم النذور والتطوع. (٥)
٧ - باب العقيقة. (٦)
ج - من الناحية الفقهية: بما أن الكتاب الذي بين أيدينا كتاب فِقْه فقد كَانَ المصنف ﵀ لَهُ الباع الطويل فِي هَذَا الجانب.
وقد كَانَ نهج المصنف فِي هَذَا الجانب يتمثل بالنقاط الآتية:
١ - ذكره المسائل الفقهية دون الدخول فِي التفاصيل، ويمكن للقارئ أن يلتمس ذَلِكَ بشكل واضح من خلال تحقيقنا للمتن.
٢ - ذكره الروايات الواردة عَن الإمام أحمد ﵀ وقد كان ذكره للروايات يختلف من حين لآخر، وهي كالآتي:
أ - ذكره الرِوَايَات أحيانًا عَلَى إطلاقها دون الدخول فِي التفاصيل، كقوله: «فِي إحدى الروايتين» (٧) أو «في أحد الوجهين» (٨).
ب - ذكره الرِوَايَات المشهورة أحيانًا وترك الرِوَايَات الضعيفة أو الآراء المرجوحة (٩).
ج - ذكره الرِوَايَات الضعيفة والإشارة إليها بلفظ: «احتمل» (١٠) أو «قيل» (١١).
د - ذكره الرِوَايَات وبيان الأوجه فِيهَا دون ذكر قائليها (١٢).
_________
(١) انظر: ١/ ٢٠٠.
(٢) انظر: ١/ ١٥٠.
(٣) انظر: ٢/ ٣١٠.
(٤) انظر: ١/ ١٤٢.
(٥) انظر: ١/ ٢٠٥.
(٦) انظر: ١/ ٢٥٥.
(٧) انظر: ١/ ١٣٢، ١٤٧، ٢٦٤، ٢/ ١٧٩، ٢٤٠.
(٨) انظر: ١/ ١١٨، ١٢٦، ٢/ ١٣٥، ٣١٨، ٤٠٤.
(٩) انظر: ١/ ١٠٥ هامش (٧)، ١١٠ هامش (٢)، ٢٩٢ هامش (١)، ٢/ ٣٤ هامش (٣).
(١٠) انظر: ١/ ٣١١، ٣١٢، ٣١٣، ٣١٤، ٢/ ١٥٣، ١٥٧، ١٧٧.
(١١) انظر: ١/ ٢٥٤، ٢٦١، ٢/ ٢٧٠.
(١٢) انظر: ١/ ١٣٦، ١٣٧، ١٣٨ - ١٣٩، ٢/ ١٥، ٢٦.
1 / 21
هـ - ذكره الرِوَايَات وذكر قائليها (١).
وذكره الرِوَايَات مَعَ ذكر الراجح منها أو الصحيح كقوله: (فِي أصح الروايتين) (٢) و(المشهور من الروايتين) (٣) و(فِي أصح القولين) (٤) و(فِي أظهر الروايتين) (٥).
ز- ذكره الرِوَايَات مَعَ ذكر من اختارها من العلماء (٦).
ح- تأويله للروايات (٧).
٣ - تَخْرِيجه للفروع (٨).
٤ - استخدامه التَّخْرِيج بالقياس عَلَى المذهب (٩).
٥ - إشارته إلى بَعْض المذاهب الأخرى، فقد ذكر مذهب الحنفية فِي مسألة صلاة الخوف بقوله: «وإن صلى كمذهب النعمان وَهُوَ أن يصلي ... فقد ترك الفضيلة وتصح الصَّلاَة» (١٠)، وقد ذكر فِي مسألة حكم الخلطة مذهب مَالِك بقوله: «وإن كَانَ بتأويل مثل أخذ كبيرة من السخال عَلَى قول مَالِك .. رجع ذَلِكَ عَلَيْهِ، وقد ذكر أيضا فِي هذه المسالة قول النعمان بقوله: «أو أخذ قيمة القرض عَلَى قول النعمان رجع ذَلِكَ عَلَيْهِ». (١١)
٦ - ذكره فِي بَعْض الأحيان الأدلة التي تؤيد المسألة الفقهية فقد ذكر فِي مسألة
«الصَّلاَةِ عَلَى الغائب» صلاة النَّبِيّ ﷺ عَلَى النجاشي (١٢) وفِي مسألة مَا يجب عَلَى الخارص أن يترك لرب المال استدل بقول النَّبِيّ ﷺ: «إذا خرصتم فدعوا الثلث أو الربع؛ فإن فِي المال العرية والأكلة والوصية» (١٣).
٧ - اهتمامه بذكر آراء شيخه أبي يَعْلَى وكانت عبارته المعتادة قوله: «قَالَ شيخنا»
_________
(١) انظر: ١/ ٧٩، ١١٦، ١١٨، ٢/ ١٩، ٧٣.
(٢) انظر: ١/ ٦٠، ٦٢، ٦٤، ٢/ ١٠١، ١٠٨، ٢٨٠.
(٣) انظر: ١/ ٦٨، ١٨٥، ٢/ ٣٩١.
(٤) انظر: ١/ ١١٤، ١٤٦.
(٥) انظر: ١/ ٦٧، ٢٧٢.
(٦) انظر: ١/ ٩٠، ١٣٤، ١٣٥، ١٦٣، ٢/ ٢١١، ٢١٨، ٢١٩.
(٧) انظر: ١/ ٢٧٠.
(٨) انظر: ١/ ١٦٢، ١٧٢، ٢٣٦، ٢/ ٦٤، ٩٣، ٣٣١.
(٩) انظر: ١/ ٢٨٣، ٣٢١، ٢/ ٥١، ٦٦.
(١٠) انظر: ١/ ١٣٠.
(١١) انظر: ١/ ١٦٠.
(١٢) انظر: ١/ ١٤٩.
(١٣) انظر: ١/ ١٦٦.
1 / 22
أو «اختيار شيخنا» أو «ذكر شيخنا» (١).
رابعًا: مصادر كتابه:
اعتمد المؤلف ﵀ فِي كتابه عَلَى عِدَّة مصادر وقد كَانَ استخدامه للمصادر يختلف من حين لآخر فأحيانًا يذكر المؤلف واسم كتابه - وهذا قليل جدًا - وأحيانًا يذكر المؤلف دون ذكر الكتاب.
وإليك أخي القاريء مصادر كتابه:
أ- المصادر التي ذكر فِيهَا المؤلف واسم كتابه
١ - أبو بَكْرٍ في "التنبيه". (٢)
٢ - أبو بَكْرٍ فِي " الخلاف ". (٣)
٣ - أبو العباس بِن العاص فِي " دلائل لقبلة ". (٤)
٤ - أبو عبد الله الوني فِي " المفرد لمذهب احمد ". (٥)
٥ - أبو عَلَيَّ بِن أبي مُوسَى فِي " الإرشاد ". (٦)
٦ - شيخنا - أبو يَعْلَى - فِي " الأحكام السلطانية". (٧)
٧ - شيخنا- أبو يَعْلَى - فِي " الخصال". (٨)
٨ - شيخنا - أبو يَعْلَى - فِي " الخلاف ". (٩)
٩ - شيخنا -أبو يَعْلَى - فِي " المجرد ". (١٠)
ب - المصادر التي ذكر فِيهَا اسم المؤلف فقط:
١ - إبراهيم بن الحارث
٢ - إبراهيم بن هانيء
٣ - الأثرم
_________
(١) انظر: ١/ ١١٧، ١١٨، ١٥٧، ١٥٩، ٢/ ٣٧، ١٠٣، ١٠٩، ٢٣٤، ٣١٥.
(٢) انظر: ١/ ٥٥، ١٠٦، ١٣٢، ١٣٥، ٢٠٨، ٢٥٥، ٢/ ١١٩، ١٩١، ٣٤٣.
(٣) انظر: ١/ ١٦٥.
(٤) انظر: ١/ ٢٣١.
(٥) انظر: ٢/ ٤٠٠.
(٦) انظر: ١/ ١٧٠، ٢/ ٣١.
(٧) انظر: ١/ ٢٦٦.
(٨) انظر: ١/ ٣٥٢.
(٩) انظر: ١/ ٢٠٨، ٢/ ٢٦١.
(١٠) انظر: ١/ ١٩٤، ٢٧٩، ٣٢٠، ٢/ ١٤٣، ٢٥٩، ٢٦٨، ٢٧٨، ٣٢٦، ٣٤٤، ٤٠٠.
1 / 23