خرجت من منزلها وأنا كالطفل إرادة، أمتثل لكل ما تأمر به فانتين، فلو قالت لي: إن سلامة إيفون موقوفة على نفيي إلى سيبيريا لنفيت نفسي مسرورا، إلى الآن لم أزرها وإنما أرسل خادمي إلى منزلها كل يوم، فيعود إلي بأخبار صحتها، وأمس كنت شديد القلق عليها؛ لأني علمت أنها في خطر فذهبت إليك لكي أستعلمك الحقيقة. •••
هذه حكايتي مع إيفون النادرة المثال في طيبة قلبها، درست هذه المرأة درسا مدققا، فانتهيت إلى هذه النتيجة:
ليس جسدنا إلا غلافا منطويا على حقيقة إنسانيتنا الحقيقة هي الروح.
1
أفعال الروح هي نور حياتنا الإنسانية، وأفعال الجسد هي ظل حياتنا الحيوانية، إذا كانت حياتنا الحيوانية شفافة يسطع نور حياتنا الإنسانية، وإذا كانت كثيفة قاتمة ألقت ظلا حالكا، «فالهيئة الظاهرة غشاء والإنسان الحقيقي مخبوء وراء ذلك الغشاء، فإذا شئنا أن ندرس الإنسان الحقيقي يجب أن ننعم النظر في داخليته.»
2
البصر لا يقدر أن يميز بين نور الروح وظل الجسد؛ لأن هذا التمييز من وظيفة البصيرة، الغلط الفاضح أن نحكم على الأشخاص بحسب مظاهرهم، من غير أن نحلل تلك المظاهر، ونرى بعين البصيرة ما هو ظل الحياة الحيوانية منها، وما هو نور الحياة الإنسانية، تنظر إلى الفتاة فتراها ملاكا متجسدا، ولكن انظر إلى حقيقتها فتعرف إن كانت ملاكا هابطا أو ملاكا صاعدا.
النساء أربع:
الأولى:
امرأة محصنة فاضلة، حياتها الروحية ساطعة النور، وحياتها الحيوانية شفافة الغلاف لا تكاد تلقي ظلا، ففضائلها ظاهرة.
Page inconnue