أعطاه العلم السكوت. معاشر العلماء تدبروا هذا الكلام، وتفهموا محطه؟ قال : فهو مراتك في رؤيتك نفسك. هل تفهمون معناه ؟ أنه لما أفاض وجوده الذاتي عليك كالمرآة فيه، رأيت بثبوتك في عدمك موجود، فكان وجود الحق مرآتك رأيت فيه نفسك . ثم قال: وأنت مرآته في رؤية أسمائه وظهور أحكامها. معناه : لولاك ما ظهرت. هذا نص صريح واقع في القاعدة التي قررناها أولا من مذهبه، مطابقة لها لمن فهم وعقل زندقته. ثم قال: وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل، وخاتم الأولياء، وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة [الولي] الخاتم، حتى إن الرسل لا يرونه متى رأوه إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فإن الرسالة والنبوة، أعني نبوة التشريع ورسالته تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبدا، فالمرسلون من حيث كونهم أولياء لا يرون
Page 39