ولا يمكن أن يراه مع علمه أنه رأى سوى صورته في مرآة الحق. فإنه بفيض الوجود رأى نفسه، ولولا فيض الوجود لما رأى نفسه. قوله : ولا رأى الحق. أي أنه مطلق شائع ، والمطلق لا يرى حقيقته إلا متعينا، فلذلك ولا يمكن أن يراه مع علمه بأنه ما رأى وجود نفسه الثابتة في العدم لا بوجود الحق الفائض عليه، فكان وجوده مرآة نفسه فيها. ثم ساق الكلام إلى أن قال: فهو مرآتك في رؤيتك نفسك، وأنت مرآته في رؤية أسمائه وظهور أحكامها. ثم قال: ولست سوى عينيه فاختلط الأمر وانبهم؛ فمنا من جهل في علمه، فقال: العجز عن درك الإدراك إدراك. وهذا مثل ضربه في الصديق رضي الله عنه، فإنه نقل إنه قال: العجز عن درك الإدراك إدراك.
Page 38