سمع العمدة هذا الكلام فارتسمت على وجهه ابتسامة حلوة، وصاح الشيخ حسن: اخرس يا ولد ... أمثل هذا يقا...
فقاطعه العمدة في لطف: نعم يا شيخ حسن، بل لا يقال إلا هذا، اسمع يا فخري بماذا همست في أذنك آخر يوم كنت فيه هنا؟
فتلجلج فخري بعض الشيء، فقال العمدة: قل ...
فقال فخري: قلت لي إنك تريدني في أمر جليل قد يغير حياتي جميعها.
فازداد ذهول الشيخ حسن، وقال العمدة: هذا ما أردتك فيه يا ابني ... - ماذا؟ - أنا لن أقسم على شيء يا فخري، ولن أكون العمدة بعد اليوم أبدا. أنا مسافر إلى مصر، وسأجعل الحاج إبراهيم الحسيني نائب عمدة بدلا مني حتى يتولى الأمر العمدة الذي اخترته، والذي سيحكم البلدة بما يرضي الله، فيقيم فيها العدل، ويمنع عنها الكارثة، ويهيئ لها الخير. سيكون الحاج إبراهيم نائبا عن العمدة الجديد الذي اخترته، حتى يتم العمدة تعليمه، فقد اخترته من ذوي التعليم العالي.
فقال فخري وهو لا يصدق ما يسمع، يكاد يعرف من يعينه العمدة ولكن لا يستطيع الوثوق: من؟ من ذلك العمدة؟ - أنت، أنت يا فخري.
Page inconnue