ليلى :
وهل من الضروري أن يتزين أحدهما؟ لماذا لا يكون كل منهما على طبيعته؟ لا أدري لماذا تضع المرأة على وجهها تلك المساحيق البيضاء، والحمراء، والخضراء! إنها تفسد ملامح الوجه، وتخفي لون البشرة الطبيعي الذي يعكس النفس والروح. إنني أرى وجوه النساء في الشارع، فيخيل إلي أنه وجه واحد مكرر، كلهن متشابهات، كأنهن يلبسن وجوها صناعية في حفلة تنكرية! إنني لا أنتمي إلى هؤلاء النساء، أنا لست منهن!
أسامة :
بالطبع لست منهن؛ فأنت لست امرأة، ولكن إذا لم تكوني امرأة فماذا تكونين ... رجلا؟
ليلى :
لست رجلا، ولست امرأة، كتلك التي تسميها أنت امرأة، إنني لا أعترف بتسميتك؛ لأنني امرأة في أعماقي، ولكني من نوع لا تعرفه، ولا تستطيع أن تعرفه؛ إنه يبدو لك غريبا شاذا كأنه جنس ثالث.
أسامة :
امرأة! إنني لم أر في حياتي امرأة ولا رجلا مسترجلا مثلك، وبالطبع الرجل هو الذي يحكم على أنوثة المرأة.
ليلى (ساخرة) :
أعتقد أن أمامك خمسين سنة من القراءة والفهم، حتى تتمكن من أن تحكم على أنوثتي وتفهمها.
Page inconnue