Hamayan Zad vers la demeure de l'au-delà

Qutb Atfayyish d. 1332 AH
238

Hamayan Zad vers la demeure de l'au-delà

هميان الزاد إلى دار المعاد

Genres

والاستفهام فيها للتقرير أو التوبيخ، وجعل ابن هشام الخطاب لمنكر النسخ، قال اعتذر عن الزمخشرى فى جعله الاستفهام للتقرير بأن مراده التقرير بما عدا النفى، لا التقرير بالنفى، والأولى أن تحمل الآية على الإنكار التوبيخى أو الإبطالى، أى ألم تعلم أيها المنكر للنسخ؟ انتهى. { أن الله له ملك السموات والأرض } فله التصرف فيهن، وفى كل ما فيهن بما يشاء من زيادة ونقص وتبديل، وأمر ونهى ونسخ. وأحكام وإرسال من يشاء من بنى آدم والملائكة، وإنزال ما يشاء. ففى ذلك رد على اليهود فى إنكار النسخ، والقرآن والإنجيل ومحمد وعيسى صلى الله عليهما وسلم يقال لزيد ملك هذا الدار، إذا ملكها وملك ما فيها، وحقيق على من علم أن مولاه قادر على كل شئ قدير، وأن له ملك السماوات والأرض أن يقطع رجاء عن غيره تعالى، وإن كل ما يأتيه على يد مخلوق فرسالة من الله المالك إليه. وإن قلت هل يتصف الله بالقدرة على الصفات الفعلية والذاتية والمحال؟ قلت يتصف بالقدرة على الصفات الفعلية بلا إشكال، ويتصف بالقدرة على الصفات الذاتية على معنى اتصافه بوجودها بلا أول ولا نهاية، لا على معنى فقدها والقدرة على إيجادها لمنافاة ذلك قدمها، ولا يتصف بالقدرة على المحال فى حقه، لأن اتصافه بها يستلزم جوازه فى حقه تعالى، ولأن لفظ شئ لا يشمل المحال وهو يقول

والله على كل شئ قدير

ويدل كونه مالك السماوات والأرض على كونه قديرا على كل شئ، ولذا لم يعطف هذه الجملة على الجملة قبلها. { وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير } الخطاب للأمة مؤمنها وكافرها أو معه، صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن وجه الله إليكم العقاب لم يكن لكم عنه ولى ولا نصير تجدونه غير الله الذى وجهه إليكم، وليس هذا أعظم من قوله عز وعلا

لئن أشركت ليحبطن عملك

أو للكفار وحدهم، بمعنى أنه لاولى لهم ولا نصير ينجيهم من العقاب إذا وجهه إليهم أو للمؤمنين، أو معه صلى الله عليه وسلم بمعنى أنه تعالى هو الذى يملك أموركم ويجريها على مصالحكم من تقويه ونصر على أعدائكم وغيرها، ومعنى الولى الذى يلى الإنسان لقربه إليه بالنسب، أو لكونه صديقا له، وقيل الولى هو القيم بالأمور وهو والى البلدة ونحوها، وقيل الولى قريب النسب، ومعنى النصير الذى يمنع من المضرة، فبين الولى والنصير عموم من وجه وخصوص من وجه،فإن الولى قد يضعف عن النصر وقد ينصر سواء بمعنى قريب النسب أو الصديق، فهذا عمومه ولا يكون إلا قريبا أو صديقا، والولاء لحمة كلحمة النسب، أى قرابة النسب وهذا خصوصه، والنصر يكون قريبا أو صديقا أو أجنبيا غير صديق لا ذا ولاء، وهذا عمومه ولا يكون إلا ناصرا سواء تأثر نضره أو لم يتأثر، وهذا خصوصه.

[2.108]

{ أم تريدون } بل تريدون، أو بل أتريدون، أم منقطعة للانتقال، أو للانتقال والاستفهام التوبيخى، ويجوز أن تكون متصلة عاطفة على { ألم تعلم } الأول والثانى، أى انتفى عنك علم بقدرة الله على كل شئ، وقد ملك كل شئ، أم تريدون سؤال رسولكم وقد علمتم بذلك، وهذا على أن الخطاب فى { ألم تعلم } لمنكرى النسخ أو الكفار مطلقا، قيل نزلت هذه الآية فى اليهود إذ قالوا يا محمد ائتنا بكتاب من الله جملة كما أتى موسى بالتوراة جملة، فالخطاب لليهود فى عصره، صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيل أم تريدون يا معشر اليهود أن تسألوا رسولكم محمدا كما سأل آباؤكم رسولهم موسى وأضاف الرسول إليهم لأنه أرسل إليهم وإلى كل أحد، وقيل الخطاب لكفار قريش

قالوا لن نؤمن لك حتى

تأتى بالله والملائكة قبيلا...

إلخ فنزل أم تريدون { أن تسألوا رسولكم } أى محمدا الذى أرسل إليكم وهو منكم وإلى غيركم. { كما سئل موسى } أى كما سأل اليهود رسولهم موسى. { من قبل } من قبله أو من قبل سؤالكم إياه، وعن ابن عباس رضى الله عنهما سأل رافع بن خزيمة اليهودى رسول الله صلى الله عليه وسلم تفجير عيون وغير ذلك، فنزلت الآية، وهكذا كما قيل إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا لن نؤمن لك حتى تأتى بالله والملائكة قبيلا، فنزلت الآية. وكما قال أبو العالية نزلت لما قال المشركون

Page inconnue