Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
ذلك تصوير الحلاج لموقفه ولمصرعه، وذلك نشيده يوم الهول، وليلة الموت!
عجائب يوم المصرع
يقول ابن خفيف:
55 «تقدمت إليه في الليلة التي صلب فيها، فلما رأيته على خشبته بحالته، توليت وأنا مفكر في أمره! فإذا به يناديني: أن أقبل، فأقبلت إليه، فقال لي: عاملناه بالحقيقة، فعمل بنا ما ترى!»
ومضى الليل الطويل بهوله، وجاء اليوم الثالث بعذابه، ومع الفجر طافت جموع الشعب ببغداد، تحطم وتدمر، وتطالب بإنقاذ الحلاج، أو بإنقاذ ما تبقى منه!
وارتعد الخليفة وجبن، وأسرع إليه حاجبه نصر القشوري، ووالدته - شغب - ينذرانه عاقبة المأساة الحلاجية، ويناشدانه باسم الدين والإنسانية، العفو عن الجسد الممزق، والبطل المصلوب، الذي توشك الدماء السائلة منه أن تدفع ببغداد إلى ثورة مدمرة تطيح بكل شيء.
وخضع المقتدر للرجاء، أو خضع للخوف، فاعتزم العفو، وبلغ مسمع حامد ما يدور في القصر، فأسرع إلى الخليفة يناشده أن يتم ضربته الكبرى، منذرا بأن العفو في هذه الساعة الحاسمة قد يلهب بغداد أكثر مما يلهبها القتل!
ثم صاح حامد: اقتله يا أمير المؤمنين، وفي عنقي دمه، اقتله وإن حدثت الثورة التي يتنبأ بها نصر فاقتلني، اقتله قبل أن تثور العاصفة!
وبين التردد والعزم، صدر الأمر الأخير من فم الخليفة: اقطعوا رأس الحلاج، وأحرقوا جسده!
يقول ماسنيون:
Page inconnue