Hallaj
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
Genres
والمصلوب المعذب في نشوته ومناجاته وضراعاته، التي ترسم في عالم الروح، صرخات تهز عالم النور.
عالم الروح والنور، الذي سعى إلى الحلاج ليؤنسه في لحظاته الأخيرة، تلك اللحظات التي صورها لنا الحلاج على مصلبه في آخر قصائده ...
قصيدة المصلب
54
وفيها يروي قصته كاملة، بذلك النغم المأثور عن الصوفية، في حالات الشطح والسبح الروحي.
فيحدثنا عن فنائه في الله، ذلك الفناء الذي أورثه البقاء به سبحانه، ومن بقي بالله عاش في عالم المشاهدة، وتفتحت عين روحه، لتطل على الوجود.
ثم يقول: إنه الباز الأشهب في عالم الروح، وهو مقام أعلى وأسمى من القطبانية، وإنه شربه من مقام الصديقية، وهو مقام لا يعلوه إلا مقام النبوة، وإنه غدا ربانيا يعيش تحت العرش، وإنه قد حطم ببرهانه جبال الأكاذيب التي أحاطت به.
وإنه الذي شاع ذكره في الملأ الأعلى، وإنه خاض بحر الهوى قويا كحوت يونس، وأخرج أروع جواهره.
ولكنه لم يجد في عصره من يفهم قيمة هذه الجواهر، فأصبح كمن يبيع الجوهر للفحامين! وكالذي يوقد الشموع في قاعات العميان! وكالذي يضع السر في أكمام عريان.
ثم يعرض علينا في إطار فخم حوادث مصرعه، وكيف احتشد الأقطاب والأولياء جميعا، وفي مقدمتهم الخضر لمؤانسته وتحيته، وأن السيف خاطبه وناجاه، ولو أراد لامتنع السيف عنه، ولو شاء لهدم بغداد على البغاة، ولكن الخضر والأقطاب طالبوه بأن يموت شهيدا كما مات ابن عفان، وأن لا يخلع أبدا الخلافة الباطنية، كما لم يخلع ابن عفان الخلافة الظاهرية.
Page inconnue