Ainsi je fus créé: une longue histoire
هكذا خلقت: قصة طويلة
Genres
قلت: لم تعد هذه الحياة تروقني، لقد اتخذتها يوما وسيلة لغاية هي أن أثير غيرة زوجي ليعود إلى حظيرتي، أما أن أجعلها حياتي اليومية، وأن أطلق بذلك ألسنة الناس في غير موجب، فذلك حمق لا أرضاه.
قال صديقنا: لا أريد أن أحدثك من جديد في استئناف حياتك الزوجية الأولى بعد الذي سمعته منك في شأنها، فلم لا تتزوجين رجلا آخر تبنين معه بيتا جديدا وحياة جديدة؟
فأطرقت طويلا ثم قلت: ذلك أمر لم أفكر بعد فيه، أنا بطبيعة الحال حرة في أن أفعل إن شئت، لكنني ... لم أفكر في الأمر.
والواقع أن هذه الفكرة كانت قد بدأت بالفعل تداعبني، وأنني كنت أفكر بالفعل في صديقنا، لكن اعتراضات قوية ردتني عن هذا التفكير: أولها ما دأبت صديقتي على إذاعته في جميع أوساطي قبل زمن طويل من طلاقي، من أني أريد أن يطلقني زوجي لأتزوج من صديقنا، فلو أن هذا الزواج تم اليوم لصدق الناس ما كانت تذيعه، ولقال الناس في ما شاءت لهم أهواؤهم فصدقهم الأمر الواقع.
وثاني هذه الاعتبارات وأهمها في نظري أني أريد أن أنسي ولدي أباهما حتى يكون انفصالنا حاسما، ولن يكون ذلك إلا إذا تبناهما من أتزوجه فتسميا باسمه، وليس يسيرا أن يقبل رجل هذه التبعة أمام نفسه وأمام الناس.
ولما ذكرت لصديقنا أنني لم أفكر في أمر الزواج بعد قال: لعلك تفكرين فيه ثم نعود إلى تقليبه معا، وسأعود من القاهرة في الأسبوع المقبل.
ماذا تراني أقول له يوم يعود؟ قضيت طيلة الأسبوع ألتمس جوابا لهذا السؤال، ولم أكن قد اهتديت إلى جواب حين عاد، فلما فاتحني في الموضوع قلت له: لقد فكرت في الأمر فلم يهدني تفكيري إلى رأي، فهل لي أن ألتمس هذا الرأي عندك؟
فمكث طويلا صامتا، ثم قال: لم أكن أحسب الأمر دقيقا بهذا المقدار، فلم يعهد الناس أن تقول سيدة إنها تريد أن تتزوج، وإنما عهدهم أن يخطب الرجل السيدة فتقبل أو تأبى.
قلت: أرأيت؟! هأنتذا وضعت يدك على جوهر الأمر ولبه، أما ولم يخطبني حتى اليوم أحد إلى نفسه فلا يجوز لي أن فكر فيما أريد وما لا أريد.
وأطرق الرجل طويلا ثم رفع رأسه وقال: أصارحك بأنني لست راضيا عن هذه الحياة التي تحيينها، سواء رضيت بها أنت أم برمت بها، فأجيبيني بصراحة: أترضينني زوجا إذا أنا خطبتك إلى نفسي؟
Page inconnue