============================================================
الباب القالث وقال "أبو بكر الوراق"(1) : وجدت خير الدنيا والآخرة فى العزلة والخلوة، وشبرهما فى الخلطة.
وقال "الشبلى"(2) : علامة(3) الإفلاس الاستناس بالناس.
وقيل: إذا أراد الله أن يتقل العبد من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه بالوحدة، وأغناه بالقناعة، وبصره حيوب تفسه، فمن اعطى ذلك فقد أعطى خير الدنيا والآخخرة.
واعلم بأن التوفيق العزلة دليل سعادة الأبدية، لأن من خالط الناس داراهم، ومن داراهم رآهم، ومن رآهم تافقهم ومن تافقهم استحق الدرك الأسفل من النار بنص الكتاب العزيز، وهو قوله تعالى : إن المتالمقين فى الدرك الأسفل من النار}](4) .
وعليك بمحو اسمك من صحائف القلوب، وصحايف الألسن، فان العرفان (بلاده *(5) والمعروف تاقص، والخامل كامل، وطالب الاسم والرسم ظاهره عامر وباطنه خاسر، وطالب الحق والحقيقة باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العداب.
(1) (ابو بكر الوراق) وهو: محمد ين عمر الحكيم، أصله من ترمده وأقام بيلخ، لقى أحمد بن رود وصحبهه وصحب محمد بن سعد الزامد، ومحمد بن عمر بن خحشتام البلخ له مؤلفات فى الرياضيات والمعاملات والآداب.
دخل عليه رجل فقال: انى احاف من فلان، فقال له: لا كخف مته، فإن قلب من تخافه بيد من ترچوهه تولى رحه اله سنة78ه_.
الظر ترجمته: السلمى: طبقات الصوفية 221، الجامى: تفحات الانس 417، القشيرى: الرسالة 29، الهجوبرى: كشف المحبوب 17، كحالة: معجم المؤلفين 11/ 78، المناوى: الكواكب الدرية 1/ 541.
(2) (الشبلى) هو: ابو بكر دلف بن جحدر، ويقال: ابن جعفر، ويقال: جعفر بن يونس، خرسانى الأصل، بغدادى المنشا والمولد، تاب لى مجلس خير النساج، وصحب الجنيد ومن فى عصره من المشايخ، وكان رفيقا للحلاج، وكان يقول: لاكنت أقول كما قال الحلاج، إلا آنه كشف وت: توفى، رحمه الله سته 334ه ودفن لى مقبرة الخيرران.
انظر ترجمته: السلمى: طبقات الصونية 337، ابو نعيم: حلية الاولياء 10/ 366، ابن العماد: شذرات الذهب 2/ 338 اخبار الحلاج، بتحقيقتا، 41، ابن كثير: البداية والنهاية 21/11، الشعرانى: الطيقات الكبرى: 1/ 121، الجامى: نفحات الانس 521 .
(3) قى (د): (علامات).
(4) ما بين المعقوفتين سفط من النسة (د) والآية هى رقم (145) من صورة النساء.
(5) ما بين المعقولتين صقط من (جا.
Page 38