142

Hadaiq Anwar

حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار

Chercheur

محمد غسان نصوح عزقول

Maison d'édition

دار المنهاج

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

جدة

ذلك الجبل، وكان الأعرابيّ نائما، فأطلقها النّبيّ ﷺ، فذهبت ورجعت، فانتبه الأعرابيّ، فقال للنّبيّ ﷺ: ألك حاجة؟ قال: «نعم، تطلق هذه الظّبية»، فأطلقها، فذهبت تعدو في الصّحراء، وتقول: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنّك محمّد رسول الله «١» . [ذراع الشّاة المسمومة] ومن ذلك: حديث الذّراع المشهور في «الصّحيحين»، عن جماعة من الصّحابة ﵃: أنّ يهوديّة «٢» أيّام فتح (خيبر) أهدت للنّبيّ ﷺ شاة مصليّة- أي: مشويّة- سمّتها، فأكل منها النّبيّ ﷺ، ثمّ قال للقوم: «ارفعوا أيديكم، فإنّها أخبرتني أنّها مسمومة» «٣» . وفي رواية جابر: «أخبرتني هذه الذّراع»، وقال لليهوديّة: «ما حملك على ما صنعت؟»، فقالت: إن كنت نبيّا لم تضرّك، وإن كنت ملكا أرحت النّاس منك، فعفا عنها. فمات بشر بن البراء من السّمّ، فقتلها به قصاصا «٤» . وفي رواية أنس: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله ﷺ «٥» . وفي حديث أبي هريرة ﵁: أنّ رسول الله ﷺ قال في وجعه الّذي مات فيه: «ما زالت أكلة (خيبر) تعادني- أي: تعاودني-

(١) أخرجه البيهقيّ في «الدّلائل»، ج ٦/ ٣٤- ٣٥. وأبو نعيم في «الدّلائل»، برقم (٢٧٣) . عن زيد بن أرقم ﵁. خشفان- الخشف-: الظّبي الصّغير أوّل ما يولد. (٢) وهي: زينب بنت الحارث، امرأة سلّام بن مشكم. (٣) أخرجه أبو داود، برقم (٤٥١٢) . عن أبي هريرة ﵁. (٤) أخرجه أبو داود، برقم (٤٥١٢) . (٥) أخرجه البخاريّ، برقم (٢٤٧٤) . فما زلت أعرفها: أي العلامة. كأنّه بقي للسّمّ علامة وأكثر من سواد أو غيره. لهوات: اللحمة المعلقة في أعلى الحنك.

1 / 153