يرتاحون إلى أخباره، ويهيمون بحفظ ما وقع إليهم من أشعاره، فأضفت ما استفدت منهم إلى ما وقعت عليه في التواريخ المتقدمة الذكر، ولخصت من الجميع ما اخترته لهذا المكان.
أخبروا أنه كان مع جلالة قدره وتصدره للتدريس من أولع الناس بحضور السماع، وأكثر قولًا في الغراميات التي لا تخلو من الانطباع. وقد أوردت له مما وقع ليدي من ذلك ما يدلك على رقة حاشيته، وحلاوة منطقه وتمكن قافيته، كقوله:
ثار شوقي إلى الحمى ... وهوى الخرد الدمى
وتذكر ما خلا ... من نعيمٍ تصرما
طيب عيش فقدت ... معناه إلا توهما
فهمت مهجتي جوى ... وبكت مقلتي دما
آه من حمرة الخدو ... د ومن حوة اللمى
وقوام تخاله ... سمهريًا مقوما
ناعم لم أزل به ... في حياتي منعما
وعذرا كأنما ... مد في الخد أرقما
أيها المبتلي به ... عش كئيبًا متيما
والذي جاء لاحيًا ... فيه صار مغرما
1 / 52