ومن الفتوة أن يصحب الإنسان من فوقه في الدين، ومن دونه في الدنيا. قال عثمان بن حكيم: اصحب من هو فوقك في الدين، ومن هو دونك في الدنيا، فإن صحبة من فوقك في الدين تصغر في نفسك طاعاتك، وصحبة من دونك في الدنيا تعظم في عينك نعم الله تعالى. وقال داود الطائي ﵀: اصحب المتقين فإنهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة، وأكثرهم لكل معونة.
ومن الفتوة أن يثق العبد بربه في كل أحواله. قال سفيان بن عيينة: قيل لأبي حازم: ما مالك؟ فقال: لي مالان: الثقة بالله، والإياس مما في أيدي الناس.
ومن الفتوة أن تكون شفقة العبد على أصدقائه أكثر من شفقته على أقاربه. سمعت الحسين بن يحيى الشافعي يحكي عن جعفر بن محمد الصادق قال: من لم يكن لأخيه كما يكون لنفسه لم يعط الإخوة حقها، ألا ترى كيف حكى الله تعالى في كتابه، أن في [يوم] القيامة يفر الابن من أبيه، والأخ من أخيه، ثم ذكر في ذلك الموقف شفقة الأصدقاء بقوله تعالى: ﴿فما لنا من شافعين ولا صديق حميم﴾ .
ومن الفتوة حفظ الجوارح ظاهرًا وباطنًا. سئل أبو الحسن البوشنجي: ما
1 / 75