Sur la littérature de l'Égypte fatimide
في أدب مصر الفاطمية
Genres
3
فنسبة الحجة إلى الإمام كنسبة الوصي إلى الناطق، والحجة هو صاحب التأويل في عصر الإمام، فهو الذي يعقد مجالس الحكمة، ويتلو على المستجيبين علوم أهل البيت، أي علم الباطن.
ولكل إقليم أو جزيرة من الجزائر التي قسموا إليها العالم حجة، هو كبير دعاة الإقليم والمشرف على الدعوة فيه، وهو الذي ينوب عن باب الأبواب في عقد مجالس الحكمة وتلاوة المجالس، وهذا الحجة على صلة وثيقة بباب الأبواب الذي اختاره الإمام، ولكي ندرك مكانة حجة الجزيرة هذا في نفوس أتباعه أنقل ما كتبه أحدهم، وهو المؤيد في الدين هبة الله الشيرازي في سيرته، وهو يحادث الوزير بشيراز: «معلوم ما بيني وبين الديلم من الأحوال الممهدة، والأسباب المؤكدة، وأن أحدهم إذا اختصم مع أهله ليلا فإنه يباكرني شاكيا إلي، وموردا جملة أمره وتفصيله علي.»
4
فمكانة حجة الجزيرة في جزيرته لا تقل عن مكانة الوالي أو القاضي؛ ولكل حجة جزيرة ثلاثون داعيا نقيبا يقومون بهداية الناس وبث الدعوة في نفوس المستجيبين، وهم الذي يفاتحون الذين دخلوا في الدعوة بالعلم بعد أن يأخذوا عليهم العهد والميثاق، وهم الذين يجمعون النجوى منهم، ويكون أمرهم لحجة الجزيرة. ولكل نقيب من هؤلاء النقباء أربعة وعشرون داعيا مأذونا مكاسرا، وهو الداعي الذي يشكك المسلمين في عقائدهم المذهبية، ويوقع الوهم في نفوس المتدينين أنهم على ضلال، ولا يزال بهم حتى يطلبوا إليه أن يدلهم على الصواب المبين، ولكنه يحاورهم ويداورهم حتى إذا وثق من اقتناعهم بأنهم على ضلال، أحالهم على الداعي أو النقيب الذي يبدأ في مفاتحتهم بأسرار الدين شيئا فشيئا، بعد أن يأخذ عليهم العهود والمواثيق، وهكذا يصبح المستجيب أو الطالب في زمرة الدعوة، ومن ذلك يتبين أن الداعي المأذون هو الذي يكاسر الناس بأن يمطرهم بأسئلة لا يستطيعون الإجابة عنها؛ ولذلك يشترط في من يتولى هذه المرتبة أن يكون على علم وافر بمذاهب الفرق الإسلامية جميعها، وموضع الضعف في كل مذهب من المذاهب، وأن يكون متمكنا من أصول مذهبه، وأن يكون لسنا مجادلا، وقد حدد الفاطميون الصفات التي يجب أن تتوافر في الداعي، نلخصها في سعة العلم والثقافة وشدة التقوى والورع والعمل بأحكام الشريعة، وأن يكون حسن السياسة مع من يتصل بهم ولا سيما أتباعه، وهذه المرتبة هي أقل مراتب الدعوة، فما بالك بالشروط التي يجب أن تتوافر في مراتب الحدود التي هي أعلى شأنا من مرتبة المكاسر.
ويحدثنا الداعي أحمد حميد الدين الكرماني في كتابه راحة العقل عن الحدود الجسمانية الذين إليهم أمر الدعوة، ورتبهم بالترتيب الآتي: (1)
الناطق: وله رتبة التنزيل. (2)
الأساس: وله رتبة التأويل. (3)
الإمام: وله رتبة الأمر. (4)
الباب: وله رتبة فصل الخطاب. (5)
Page inconnue