الحسن الكرخى وأبو طاهر الدباس وأبو عمرو الطبرى وقتل في وقعة القرامطة (١) مع الحجاج سنة سبع عشرة وثلثمائة وبردع بكسر الباء وسكون الراءِ المهملة وفتح الدال المهملة في آخره عين مهملة بلدة من أقصى بلاد أذربيجان كذا ضبطه عبد القادر في الجواهر المضية (قال الجامع) ذكر الزيلعى في شرح الكنز أن أبا سعيد البردعي دخل بغداد حاجًا فوقف عال داود الظاهري وكأن بناظر رجلا من أصحاب أبي حنيفة وقد ضعف في جوابه الحنفي فجلس البردعى وسأله عن بيع أمهات الاولاد فقال داود يجوز لأنا أجمعنا على جواز بيعهن قبل العلوق فلا يزول الإجماع إلا بمثله فقال له البردعي وأجمعنا على أن بعد العلوق قبل وضع الحمل لا يجوز البيع فلا يزول الإجماع إلا بمثله فانقطع داود وقام أبو سعيد فأقام ببغداد يدرس فرأى في المنام ليلة كأن قائلا يقول ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض﴾ فانتبه فإذا رجل يدق الباب ويقول مات داود الظاهرى فإن أردت أن تصلى فاحضر انتهى
.. وذكر حافظ الدين النسفي في الكافي في باب اليمين في الطلاق والعتاق عند ذكر المسألة البردعية أن أبا سعيد البردعي قال أشكلت علىَّ هذه المسألة فلم أجد ببردعة من أسأله فقدمت بغداد فسألت عن القاضي أبى خازم فكشف علي ومكثت عنده أربع سنين وقرأت الجامع الكبير قبل أن آتي بغداد
_________
= أبي الحسن علىّ بن موسى بن نصر وعليه تفقه أبو الحسن الكرخي وأبو طاهر الرياشي وأبو عمرو الطبرى وقطع داود بن عليّ الظاهري لما ناظره ببغداد وكان أقام بها سنين كثيرة ثم خرج إلى الحج فقتل بمكة في وقعة القرامطة فى العشر الأول من ذى الحجة سنة ٣١٧ والبردعى بناء موحدة وراء ساكنة ودال مهملة مفتوحة بعدها عين هذه النسبة إلى بردعة بلد فى أقصى بلاد أذربيجان ذكره الذهبي أنه توفي بمكة فى وقعة القرامطة انتهى كلامه بحروفه ولا يخفى ما فى هذا الكلام من الخطأ فى تسميته وتسمية أبيه ولا عجب فإن لكل جواد كبوة ولكل عالم زلة.
(١) هم جماعة من هجر والبحرين انتسبوا إلى رجل من سواد الكوفة يقال له قرمط بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم في آخره طاء وكان ممن قبل دعوتهم ثم صار رأسًا في الدعوة وأنفقوا على أن يفسدوا في الإسلام ويفرقوا دعوتهم فقالوا أن ملوكهم قتلوا أولاد رسول الله ﷺ فقسموا الدنيا على أربعة أرباع واختاروا أربعة من الرجال وأنفذوهم إليها وتبعهم عالَم لا يحصون كذا ذكره السمعاني وذكر اليافعى في المرآة وابن الأثير في الكامل وغيرها أن فتنة القرامطة قد عمت كثيرًا من الآفاق لا سيما في بلاد اليمن والشام والعراق وكان من دعاتهم في اليمن الزنديق علىّ بن فضل كان يظهر مذهب الرفض وفي قلبه الكفر المحض وكان من عادتهم أنهم كلما وصلوا بلدة أغاروا وقتلوا وفي سنة ٣١٧ دخل مكة أبو طاهر القرمطي ومعه تسعمائة نفس فقتلوا الحجاج قتلًا ذريعًا وقتلوا في المسجد ألفًا وسبعمائة رجلًا وقيل بل ثلاثة عشر ألفًا وصعد على باب البيت وصاح أبا الله أنا أخلق الخلق وأنا أغنيهم واقتلعوا الحجر الأسود وكسروه وذهبوا به إلى هجر فبقي هناك نحوًا من عشرين سنة إلى أن منّ الله بعوده.
1 / 20