قلت: إن كان العوض للمكلف على الله تعالى وصل إلي موفورا سوى كان من أهل الجنة أو النار إن لم يكن عليه مظلمة لغيره فعوض صاحب الجنة زائد على ثوابه وعوض صاحب النار تخفيف عليه بقدر ما يستحق من العوض وإن كان عليه مظلمة فإن الله تعالى يوفي المظلوم من أعواض ظالمه بقدر مأفوت عليه من المنافع وأوصل إليه من المضار سواء كان من أهل الجنة أو النار، وإن كان لغير مكلف فإن كان إنسانا كالصبي والمجنون وفر عليه عوضه، إن لم تكن عليه مظلمة وإن كان غير إنسان وكذلك فإن كان على هذين مظلمة قيل: خير المظلوم من أعواضهم والصحيح عندنا ما يطابق رأي أكبر الفرق غير المعتزلة ويخلص من خطاياهم هو أن الله تعالى يوفر العوض لهم ويخير المظلوم لأنهم غير عاقلين وما تمسكوا في قوله -صلى الله عليه وآله وسلم- [ ]((إن [13ب-أ]الله ليسعف المعتز الحما من ذات القربين متأول أنه غير الحما عن الضعيف وبذات الفريقين عن القوي)) (1) لأن ذلك أولى في أن يأخذ عوض من قد آلمه أو ألمه خلقه وتعظيمه الغير بسبب فعل فعله، وهو غير عاقل ولا شاعر بما سيفعل معه في الآخرة تعالى الله عن ذلك وسمي منصفا لا منتصفا لأن الانتصاف ممن لا يعقل قبح ألا ترى أنه لو جعل أحدنا يضرب بهيمته بسبب أنها نطحت ولدا له لذممناه بكل حال ما هو إلا كونها غير عاقلة. فإن قلت: في نعم الآخرة أم يوفر عليها ثم تخلو أترابا.
Page 55