Philosophie du plaisir et de la douleur
فلسفة اللذة والألم
Genres
وهذا ما أجاد أودكسس إيضاحه ليبرر إيثاره اللذة، وبملاحظة أنه لا يثني على اللذة، ولو أن اللذة خير، كان يظن أودكسس أنه يستطيع أن يستنتج من ذلك أن اللذة هي فوق هذه الأشياء التي يمكن الثناء عليها، كما هو الشأن في حق الله والكمال، اللذين هما الغايتان العلييان اللتان يرجع إليهما كل ما عداهما. •••
كذلك نجد أن أرسطبس أقرب إلى مناهج العلم الحديث من أرسطوطاليس، فإنك إذا رجعت إلى (الفصل الخامس) من هذا المؤلف واستوعبت ما كتبنا في «تأصل مشاعر الغيرية ومذهب پافلوف» تجد أن مذهب أرسطبس، وبالأحرى مذهب بعض رجال المذهب القوريني، قد قارب الأوضاع العلمية الحديثة في تحول الغرائز. لذلك ننقل عبارة عن «أخلاق» أرسطوطاليس نتخذها أساسا للموازنة، قال في ص225-226، ج1، الباب الأول من الكتاب الثاني:
لما أن الفضيلة على نوعين: أحدهما عقلي والآخر أخلاقي، فالفضيلة العقلية تكاد تنتج دائما من تعليم إليه يسند أصلها ونموها. ومن هنا يجيء أن بها حاجة إلى التجربة والزمان، وأما الفضيلة الأخلاقية فإنها تتولد على الأخص من العادة والشيم، ومن كلمة الشيم عينها بتغيير خفيف، اتخذ الأدب اسمه المسمى به.
والمتبادر من عبارات أرسطوطاليس أن الفضيلة العقلية والفضيلة الأخلاقية كلتاهما تحتاجان إلى عنصرين خارجين عن طبيعة الإنسان إلا قليلا، وهما: التجربة والزمان للأولى، والعادة والشيم للثانية. ولولا أنه ذكر «الشيم» لجاز لنا أن لا نحتاط وأن لا نقول إلا قليلا.
أما إذا رجعنا إلى ما كتبناه عن الفيلسوف أنقريز (الفصل الخامس) فإننا نجد أن هذا الفيلسوف قد وصل إلى حقيقة نفسية (سيكولوجية) صحيحة، مجملها أن مشاعر الغيرية مهما كانت مصادرها وأصولها تحرز - تدرجا - قوة مستقلة خاصة بها، وأن هذه المشاعر تحتفظ بتلك القوة حتى ولو لم تتزن مع اللذة، وقد ذكرت أن كلام أنقريز يتضمن تفسيرا رائعا لحقيقة الأفعال العكسية المتحولة، وهو المذهب النفسي الذي أدخله پافلوف الروسي، في حيز العلم ببحوثه وتجاريبه.
ولا شك في أن أرسطوطاليس إذا كانت قد عنت له فكرة في «الفضيلة» تشابه فكرة أنقريز في «مشاعر الغيرية» لثبت رأيه في الفضيلة ثبوتا قاطعا، ولكنه يعتقد أن «أشياء الطبع» - ويقصد بها «أشياء الغرائز» - ضرورة لا يمكن بفعل العادة أن تصير أغيار ما هي كائنة، فقال تعقيبا على العبارات التي نقلناها عنه ما يلي:
لا يلزم أزيد من هذا، ليبين بوضوح أنه لا توجد واحدة من الفضائل الأخلاقية حاصلة فينا بالطبع، إن أشياء الطبع لا يمكن بفعل العادة، أن تصير أغيار ما هي كائنة، مثال ذلك الحجر الذي يهوي إلى أسفل لا يمكن أن يأخذ عادة الصعود، ولو حاول المرء تصعيده مليون مرة، لما طبع على هذه العادة، والنار لا يمكن كذلك أن تتجه إلى أسفل، ولا يوجد جسم واحد يمكن أن يفقد خاصيته التي تلقاها من الطبيعة ليتخذ عادة مخالفة.
حينئذ فالفضائل ليست فينا بفعل الطبع وحده، وليست فينا كذلك ضد إرادة الطبع، ولكن الطبع قد جعلنا قابلين لها، وإن العادة تنميها فينا. ا.ه.
وإذا تأملنا في هذه العبارة وجدنا أن فيها مآخذ:
الأول:
Page inconnue