من درة بيضاء أساسها من رحمة الله تعالى وأطرافها من عفو الله تعالى ورضوانه وهي تحت عرش الله تعالى وبين علي وبين نور الله باب ينظر إلى الله وينظر الله إليه وعلى رأسه تاج قد أضاء نوره ما بين المشرق والمغرب وهو يرفل في حلتين حمراوين يا عائشة خلقت ذرية محبينا من طينة تحت العرش وخلقت ذرية مبغضينا من طينة الخبال وهي في جهنم
وبالإسناد يرفعه إلى منقذ بن الأبقع وكان رجلا من خواص مولانا أمير المؤمنين ع قال كنت مع مولانا علي ع في النصف من شعبان وهو يريد أن يمضي إلى موضع له كان يأوي إليه بالليل فمضى وأنا معه حتى أتى الموضع ونزل عن بغلته ومضى لشأنه قال فحمحمت البغلة ورفعت أذنيها قال فحس مولاي فقال لي ما وراءك يا أخا بني أسد ما دهاها قال فنظر أمير المؤمنين ع إلى البر فقال هو سبع ورب الكعبة فقام من محرابه متقلدا ذا الفقار وجعل يخطو نحو السبع ثم صاح به فخف ووقف يضرب بذنبه خواصره قال فعند ذلك استقرت البغلة فقال له يا ليث وأبو الأشبال أما علمت أني الليث وأني الضرغام والقسور والحيدر فما جاء بك أيها الليث ثم قال اللهم أنطق لسانه فعند ذلك قال السبع يا أمير المؤمنين ويا خير الوصيين ويا وارث علم النبيين إن لي سبعة أيام ما افترست شيئا وقد أضر بي الجوع وقد رأيتكم من مسافة فرسخين فدنوت منكم فقلت أذهب وأنظر ما هؤلاء القوم ومن هم فإن كان لي بهم مقدرة أخذت منهم نصيبي فقال ع مجيبا له يا ليث إني أبو الأشبال الأحد عشر ثم مد الإمام ع إليه يده فقبض بيده صوف قفاه وجذبه إليه فامتد السبع بين يديه فجعل ع يمسح عليه من هامته إلى كتفيه ويقول يا ليث أنت كلب الله في أرضه فقال له السبع الجوع يا مولاي فقال الإمام اللهم ائتيه برزقه بحق محمد وأهل بيته قال فالتفت وإذا بالأسد يأكل شيئا على هيئة الجمل حتى أتى على آخره فلما فرغ من أكله قام بين يديه وقال يا أمير المؤمنين نحن معاشر الوحوش لا نأكل لحم
Page 170