وروى حماد بن سلمة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده "أن النبي ﷺ قال لأبي ذر: إذا رأيت البناء قد بلغ مبلغًا -يعني:- المدينة، فعليك بالشام".
ورُوي معناه عن الحسن، عن أبي أَسِيدِ الأنصاري، عن النبي ﷺ.
وروى نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال: "يوشك نار تخرج من اليمن تسوق الناس إِلَى الشام، تغدو معهم إذا غدوا، وتروح معهم إذا راحوا، فَإِذَا سمعتم بها فأخرجوا إِلَى الشام".
وروى قطن بن وهب، عن مولاة لعبد الله بن عمر "أنها أرادت الجلاء في الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأمرت عبد الله بن عمر، فَقَالَ: أين؟ قالت: العراق، قال: فلا إِلَى الشام، إِلَى المحشر".
وروى هشام بن عمار، حدثنا الوليد، حدثنا خليد وسعيد، عن قتادة "في قوله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ٧١] قال: أنجاهما الله إِلَى الشام أرض المحشر والمنشر، وبها يجتمع الناس رأسًا واحدًا، وبها ينزل عيسى ابن مريم ﵇ وبها يُهْلك الله المسيح الكذاب".
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: تذاكرنا الشام قال؛ فقلت لأبي سهل: أما بلغك أنَّه يكون بها كذا؟ قال: بلى، ولكن ما كان لها فهو أيسر مما يكون بغيرها.
وروى نعيم بن حماد (١)، عن أبي ربيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بلغني أن رسول الله ﷺ قال: "ستكون فتنة تشمل الناس كلهم، لا يسلم منهم إلا الجند الغربي".
وسنذكر فيما بعد أن الشام وما والاها مكان أهل المدينة يسمونها الغرب.
وقد سبق حديث عبد الله بن حوالة عن النبي ﷺ أن الله تكفل لي بالشام
_________
(١) الفتن (٨٥).
3 / 193