فضائل الشام
3 / 177
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله منجي من شاء من عباده المؤمنين من الهلكة، ومصطفي ما شاء من بلاده بمزيد الإيمان والبركة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فطوبى لمن وحده، وتبًّا لمن أشركه.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المخصوص بالفضل الَّذِي ما بلغه سواه ولا أدركه، مولده بمكة، ومهاجره طَيْبَة، وملكه بالشام فهي لأمته خير مملكة، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى طريقه وسلكه، وبعد.
فإن الله -تعالى- جعل البلدة الحرام مبدأ لخلقه وأمره؛ فأول ما خلق من الأرض مكان البيت، ومنه دُحيتِ الأرض وهو أول مسجد وضع عَلَى وجه الأرض لعِبَادَةِ الله -تعالى- وتوحيده، وفيه ابتدأت رسالة. خاتم النبيين، وأنزل الكتاب المبين، وجعل الشام منتهى الخلق والأمر، ففي آخر الزمان يستقر الإيمان وأهله بالشام، وهي أرض المحشر والنشر للأنام.
وقد اجتمعت في هذا الكتاب ما ورد في حماية الشام وصيانتها بما فيها من الإيمان والإسلام تطييبًا لقلوب المؤمنين وتسكينًا لهم مما حدث بالشام من الحوادث المزعجة في سنة إحدى واثنين وتسعين بعد سبع مئين من هجرة إمام المتقين، وخاتم النبيين صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، والله المسئول أن يحسن لنا وللمسلمين العاقبة، وأن يجعلنا من الطائفة القائمة بالحق الغالبة.
وقد قسمته إِلَى عشرة أبواب، والله الموفق للصواب.
الباب الأول: فيما ورد في الأمر بسُكنى الشام.
الباب الثاني: فيما ورد في استقرار العِلْم والإيمان بالشام.
الباب الثالث: فيما ورد في حفظ الشام من الفتن.
الباب الرابع: فيما ورد في استقرار خيار أهل الأرض في آخر الزمان بالشام، وأن الخير فيها أكثر منه في سائر بلاد المسلمين.
الباب الخامس: فيما ورد في أن الطائفة المنصورة بالشام.
3 / 179
الباب السادس: فيما ورد في أن الأبدال بالشام.
الباب السابع: فيما ورد في بركة الشام.
الباب الثامن: في حفظ الله الشام بالملائكة الكرام.
الباب التاسع: فيما ورد في بقاء الشام بعد خراب غيرها من الأمصار.
الباب العاشر: فيما ورد في فضل دمشق بخصوصها.
وبالله المستعان وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
***
3 / 180
الباب الأول ما ورد في الأمر بسُكْنى الشام
عن عبد الله بن حوالة قال: قال رسول الله ﷺ: "سَيَصِيرُ الأَمْرُ إِلَى أَنْ يَكُونَ أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ، وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ، وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ، فَقَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ! فَقَالَ: عَلَيْكَ بِالشَّامِ؛ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ، يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ، وَاسْقُوا مِنْ غُدْرِكُمْ (١)، فَإِنَّ اللَّهَ توكل -وفي رواية: تَكَفَّلَ -لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ".
خرجه الإمام أحمد (٢) وأبو داود (٣) وابن حبان في صحيحه (٤)، والحاكم (٥) وقال: صحيح الإسناد. وقال أبو حاتم الرازي (٦): هو حديث صحيح حسن غريب.
قلت: وله طرق كثيرة، قد ذكرتها في شرح كتاب الترمذي مستوفاة.
وخرَّج البزار (٧) نحوه، من حديث أبي الدرداء، وخرج البزار (٨) أيضًا، والطبراني (٩) نحوه من حديث ابن عمر.
_________
(١) جمع غدير، وهو حوض الماء.
(٢) (٤/ ١١٠).
(٣) برقم (٢٤٨٣).
(٤) برقم [(٧٣٠٦) إحسان].
(٥) في المستدرك (٤/ ٥١٠).
(٦) كما في العلل (٢/ ٤٢١).
(٧) برقم [(٢٨٥١) - كشف].
(٨) [(٢٨٥٢) كشف].
(٩) في "الأوسط" (٣٨٥١).
3 / 181
وخرَّج الطبراني أيضًا من حديث واثلة بن الأسقع (١)، والعرباض (٢) بن سارية.
وخرَّج الإمام أحمد (٣) والترمذي (٤) وابن حبان (٥) في صحيحه من حديث ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "تَخْرُجُ نَارٌ مِنْ حَضْرَمَوْتَ فَتَسُوقُ النَّاسَ قُلنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ» وصححه الترمذي.
وخرَّج الإمام أحمد (٦) والترمذي (٧) من حديث بهز بن حكيم (٨) قال: "قلت يا رسول الله، أين تأمرني؟ قال: ها هنا. ونحى بيده نحو الشام. قال: إنكم محشورون رجالًا وركبانًا، وتخرون عَلَى وجوهكم".
وفي رواية خرج الإمام أحمد (٩): "وأشار بيده إِلَى الشام، فقال: إِلَى ها هنا تحشرون" وصححه الترمذي أيضًا.
وخرَّج الإمام أحمد (١٠) من حديث أبي أمامة الباهلي عن النبي ﷺ قال: "عليكم بالشام".
وخرج الطبراني (١١) من حديث ابن عباس قال: "جاء رجل إِلَى رسول الله
_________
(١) في "الكبير" (٢٢/ برقم ١٣٠، ١٣٧، ١٣٨).
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٥٩): رواه الطبراني من طريقين، وفيهما المغيرة بن زياد، وفيه خلاف، وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح.
(٢) (١٨/ برقم ٦٢٧).
(٣) (٢/ ٨، ١١٩).
(٤) برقم (٢٢١٧) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح ... الخ.
(٥) برقم (٧٣٠٥/ إحسان).
(٦) (٥/ ٣، ٥).
(٧) برقم (٢١٩٢، ٢٤٢٤، ٣١٤٣). وقال: هذا حديث حسن.
(٨) كذا بالأصل، ولعل مقصوده السلسلة كلها، فاقتصر عَلَى أولها.
(٩) (٤/ ٤٤٦ - ٤٤٧).
(١٠) (٥/ ٢٤٩).
(١١) في "المعجم الكبير" (١١/ ١١١٤٩)، وفي الأوسط (٣٧٨ - مجمع البحرين).
قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٦٢): وفيه يحيى بن سليمان المدني وهو ضعيف.
3 / 182
ﷺ فَقَالَ: يا رسول الله، إني أريد الغزو في سبيل الله، قال: عليك بالشام؛ فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله".
وخرج الإمام أحمد (١) من حديث أبي ذر قال: قال رسول الله ﷺ: "كيف تصنع إن أُخرجت من المدينة؟ قلت: إِلَى السَّعة والدَّعة أنطلق، حين (٢) أكون حمامةً من حمام مكة. قال: فكيف تصنع إن أُخرجت من مكة؟ قلت: إِلَى السَّعة والدَّعة، إِلَى الشام والأرض المقدسة. قال: فكيف تصنع إن أُخرجت من الشام؟ قلت: إذًا والذي بعثك بالحق أضع سيفي عَلَى عاتقي. فَقَالَ: أو خيرٌ من ذلك تسمع وتطيع، وإن كان عبدًا حبشيًّا".
وخرج ابن أبي خيثمة من حديث ذي الأصابع، أنَّه قال: "يا رسول الله، أين تأمرنا إن ابتلينا بالبقاء بعدك؟ قال: عليك بالشام".
وخرج الترمذي (٣) من حديث ابن عمر "أن مولاة له أتته فقالت: اشتد عليّ الزمان، وأنا أريد أن أخرج إِلَى العراق، قال: فهلا إِلَى الشام؛ أرض المنشر ... " وذكر الحديث، وقال: حسن غريب (٤).
وروى يحيى بن سعيد عن عبد الله بن هبيرة "أن أبا الدرداء كان قاضيًا بالشام فكتب إِلَى سلمان: هلم إِلَى الأرض المقدسة، أرض الجهاد".
وروى الطبراني (٥) من حديث أرطاة بن المنذر قال: حدثني أبو الضحاك، قال: "أتيت ابن عمر فسألته: أين أنزل؟ فَقَالَ: إنَّ الناصية الأولى من أصحاب رسول الله ﷺ ساروا بلواء رسول الله ﷺ حين نزلوا الشام، ثم نزلوا حمص خاصة، فانظر ما كانوا عليه فأته".
وروينا من حديث ابن ثوبان عن منصور بن المعتمر عن علقمة قال: "قدم
_________
(١) (٥/ ١٧٨، ١٧٩).
(٢) في "المسند" "حتى".
(٣) برقم (٣٩١٨).
(٤) في المطبوع "حسن صحيح غريب".
(٥) وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (١/ ٩٠).
3 / 183
كعب عَلَى عمر المدينة، فَقَالَ له عمر: يا كعب، ما يمنعك بالنزول (١) بالمدينة، فإنها مهاجر رسول الله ﷺ وبها مدفنه؟ قال: يا أمير المؤمنين، إني وجدت في كتاب الله المنزل في التوراة، وإن الشام كنز الله في أرضه، وبها كنز الله من عباده".
ورواه عبد الرزاق (٢) عن معمر، عن قتادة: "أن كعبًا قال لعمر: إني وجدت ... " فذكره.
وروى إبراهيم بن أدهم عن عطاء الخراساني قال: لما هممت بالنُّقلة من خراسان شاورت من بها من أهل العِلْم: أين ترون أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: عليك بالشام، ثم أتيت البصرة فشاورت من بها: أين ترون أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: عليك بالشام، ثم أتيت الكوفة فشاورت من بها من أهل العِلْم: أين ترون أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: عليك بالشام، ثم أتيت مكة فشاورت من بها من أهل العِلْم: أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: عليك بالشام، ثم أتيت المدينة: فسألت من بها من أهل العِلْم: أين ترون لي أن أنزل بعيالي؟ فكلهم يقول: عليك بالشام. خرَّجه ابن أبي خيثمة.
وروى الصلت بن حكيم عن وهب بن منبه، قال: قال هرم بن حبَّان لأويس القرني: يا أخي، إني أخاف الوحشة من بعدك، فَقَالَ أويس: ما ظننت أن أحدًا يعرف الله ﷿ فيستوحش معه، قال: قلت له: فأين أكون؟ قال: فأومأ بيده نحو الشام. قال: فقلت: كيف أصنع بالمعيشة؟ قال: إن خالط هذه النفوس الضعف فما ينفعها شيء.
وذكر أبو بكر الخلال في كتاب "الجامع" عن أبي بكر المروذي قال: سئل أبو عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل-: أين ترى إذا كره المكان الَّذِي هو فيه أن ينتقل؟ قال: إِلَى المدينة، قيل: فغير المدينة؟ قال: مكة. قيل: فغير هذا؟
_________
(١) في "تاريخ دمشق" "من النزول".
(٢) في جامع معمر برقم (٢٠٤٥٩).
3 / 184
قال: الشام، والشام أرض المحشر، ثم قال: دمشق، لأنها يجتمع إليها الناس إذا غلبت عليهم الروم.
ونقل إسحاق بن إبراهيم بن هانئ وأبو طالب عن أحمد، قريبًا من ذلك، زاد أبو طالب: قلت له: فأصير إِلَى دمشق؟ قال: نعم. قلت: فالرملة؟ قالا: لا، هي قريبة من الساحل.
ونقل حنبل عن أحمد قال: إذا لم يكن للرجل حرمة فالساحل والرباط أعظم للأجر، يَردُّ عن المسلمين، والشام بلد مبارك.
ونقل أبو داود عن أحمد أنَّه قِيلَ لَهُ: هذه الأحاديث التي جاءت أن الله تكفل لي بالشام وأهله، ونحو هذا قال: ما أكثر ما جاء في هذا. قِيلَ لَهُ: فلعله في الثغور. قال: لا. وقال: أرض بيت المقدس أين هي؟ ولا يزال أهل الغرب ظاهرين عَلَى الحق، هم أهل الشام.
ونقل يعقوب بن بختان قال: سمعت أبا عبد الله -يعني: أحمد- يقول: كنت آمُر بحمل الحريم إِلَى الشام، فأما اليوم فلا.
ونقل مهنّا وبكر بن محمد وأبو الحارث عن أحمد نحوه.
وزاد في روايتهما قال: لأنّ الأمر قد اقترب.
زاد مهنّا قال: أخاف عَلَى الذرية من العدو.
وقال جعفر بن محمد: سألت أبا عبد الله عن الحرمة، قلت: دمشق، فأعجبه ذلك، وأحسبه قال: نعم.
ونقل حنبل، قيل لأبي عبد الله: فأين أَحَبّ إليك أن ينزل الرجل بأهله وينتقل؟ قال: كل المدينة معقل للمسلمين مثل دمشق.
قال أبو بكر الخلال: كل ما ذكروه عن أبي عبد الله -يعني: أحمد- من معاقل المدن، ثم ذكرهم عند التوفي بآلائها أيضًا فهذا لما يبلغه من الحوادث، فأما ذكرهم عنه دمشق فهي عنده معقل دون الشام ودون غيرها إلا ما ذكر في أول
3 / 185
الباب من محبة المدينة عَلَى غيرها. انتهى.
وحاصل ما نُقِل عن الإمام أحمد أنَّه يُسْتَحَبُّ سُكْنَى الشام والانتقال بالذرية والعيال إِلَى معاقلها كدمشق، فأما أطرافها وثغورها القريبة من السواحل فلا يستحب سكناها بالذرية، لما يخشى عليهم من إغارة الكفار، وإنَّما يستحب الإقامة بها للرباط بدون نقل النساء والذرية.
وكل ما كان من بلد من بلدانها أقرب إِلَى السواحل، وأشد خوفًا، فإنَّه يكره نقل الذرية إِلَيْهِ.
فأما الأحاديث في فضائل الشام فلا تختص عنده بثغورها، بل هي عامة لجميع أرض الشام، كبيت المقدس، وما والاه ودمشق وغيرها، والله تعالى أعلم.
وكذلك كره الأوزاعي نقل الذرية إلي الثغور التي يخشى عليها من العدو دون الثغور التي يغلب عليها الأمن من العدو.
وفي كتاب "المراسيل" (١) لأبي داود عن الوضين بن عطاء عن مكحول والقاسم أبي عبد الرحمن أن رسول الله ﷺ قال: "لا تنزلوا الذرية -يعني- بإزاء العدو".
وروى جويبر، عن الضحاك، عن النبي ﷺ قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يعرض ذريته لسَبَاء المشركين" خرّجه أبو إسحاق الفزاري في كتاب "السير" وهو مرسل، وجويبر ضعيف.
وروى أبو إسحاق عن الحسن بن الحسن عن عمر بن عبد العزيز أنَّه صرف قومًا قدموا عليه من اليمامة أرادوا سُكنى دمشق عنها، فقالوا: اختر لنا، قال: قِنَّسرِين.
وهكذا كان عمر بن العزيز يختار لنفسه بلاد قنسرين عَلَى دمشق، وإنَّما اختار هذا لقرب العدو، وكون مقامه فيه أنفع للمسلمين؛ لتجهيز الجيوش ووصول الأخبار، وغير ذلك من مصالح العامة. والله أعلم.
_________
(١) برقم (٣٤٤).
3 / 186
الباب الثاني ما ورد في استقرار العِلْم والإيمان بالشام
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ قال: «إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ عَمُودَ الْكِتَابِ (١) انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ إِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ» خرّجه الحاكم (٢) وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين.
وفي رواية خرّجها [أبو] (٣) القاسم بن عساكر في "تاريخ دمشق": "فَأَوَّلتُهُ المُلْك".
وللحديث طرق عن عبد الله بن عمرو، قد ذكرتها في شرح الترمذي.
وخرّجه الإمام أحمد (٤) من حديث أبي الدرداء، وعمرو بن العاص (٥) عن النبي ﷺ بنحوه.
وخرّجه الطبراني (٦) من حديث عمر بن الخطاب وابنه عبد الله (٧) - رضي
_________
(١) في الحاشية: لعله الإيمان، وما في "المستدرك" للحاكم هو الموافق للأصل.
(٢) (٤/ ٥٠٩).
(٣) سقطت من الأصل والصواب إثباتها، وهي كنية ابن عساكر "﵀".
(٤) (٥/ ١٩٨، ١٩٩).
(٥) (٤/ ١٩٨).
(٦) في "مسند الشاميين" (١٥٦٦).
(٧) في "الأوسط" (٢٧١٠) من حديث عبد الله بن عمرو، وكذا في مجمع البحرين، ومجمع الزوائد، ولعله تصحيف قديم.
وقد ساق ابن عساكر الحديث في تاريخه نفس مساق ابن رجب عازيًا الحديث لابن عمر، ولم أقف على أحد ذكر أبا قلابة في الرواة عن عبد الله بن عمرو وفي تهذيب الكمال (١٤/ ٥٤٢) ذكر المزي رواية لأبي قلابة عن ابن عمر.
3 / 187
الله عنهما- ويروى نحوه من حديث أبي أمامة وعائشة، وفي إسناديهما ضعف.
وخرَّج الإمام أحمد (١) والنسائي (٢) من حديث سلمة بن [نفيل] (٣) سمع النبي ﷺ يقول: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين عَلَى الناس يزيغ الله قلوب أقوام فيقاتلونهم، يرزقهم الله منهم حتى يأتي أمر الله لي هم عَلَى ذلك، ألا إن [عقب] (٤) دار المؤمنين الشام".
وروى أبو القاسم الحافظ (٥) بإسناده عن أبي الدرداء أنَّه كان بدمشق فسأله معاوية أن يرجع إِلَى حمص، فَقَالَ: يا معاوية، أتأمرني بالخروج من عقر دار الإسلام.
وعقر الشيء: أصله، ومنه قول النبي ﷺ: "إني لَبِعُقْرِ حوضي" أي: عند أصله.
وروى شهاب بن خراش، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: "يأتي عليكم زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام".
خرجه أبو القاسم الدمشقي الحافظ في "تاريخه" (٦) وقال: رواه ابن المبارك، وابن مهدي، وقبيصة، و[أبو] (٧) حذيفة، عن سفيان، فوقفوه عَلَى عبد الله بن عمرو، وهو المحفوظ.
قلت: وكذا خرّجه عبد الرزاق (٨) في "كتابه" عن معمر، عن الأعمش.
_________
(١) (٤/ ١٠٤).
(٢) (٦/ ٢١٤).
(٣) في الأصل "نوفل" والتصويب من مصادر التخريج وتحفة الأشراف.
(٤) في الحاشية لعله: "عقر" وهو الموافق لرواية أحمد، والنسائي.
(٥) في "تاريخ دمشق" (١/ ١٠٦).
(٦) (١/ ٣٠١).
(٧) في الأصل: "أبي" والصواب ما أثبته.
(٨) برقم (٢٠٧٧٨).
3 / 188
وخرَّج ابن عدي (١) من رواية أحمد بن كنانة، عن مقسم، عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال: "إذا ذهب الإيمان من الأرض وجد ببطن الأردن".
وقال: حديث منكر، وأحمد بن كنانة شامي منكر الحديث.
وروى المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: مَدَّ الفُرات عَلَى عهد عبد الله بن مسعود، فكره الناس مَدَّه، فَقَالَ عبد الله: يا أيها الناس، لا تكرهوا مَدَّه، فإنَّه يوشك أن يلتمس فيه ملء طست من ماء فلا يوجد، وذلك حين يرفع كل ماء إِلَى عنصره، ويكون الحساء وبقية المؤمنين بالشام".
ورواه الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود بنحوه، إلا أنَّه ذكر فيه أن الماء قل بالفرات، وقال فيه: "ويبقى الماء والمؤمنون بالشام".
وخرّجه عبد الرزاق في "كتابه" (٢) عن معمر، عن الأعمش، عن القاسم ابن عبد الرحمن، قال: "شُكِي إِلَى ابن مسعود الفرات، فقالوا: نخشى أن ينفتق علينا، فلو أرسلت له من يَسْكره، فَقَالَ عبد الله: "لا نسكره؛ فوالله ليأتين عَلَى الناس زمان لو التمستم فيه ملء طست من ماء ما وجدتموه، وليرجعن كل ماء إِلَى عنصره، ويكون بقية الماء والمسلمين بالشام".
وروى سعيد بن راشد القيسي عن عطاء عن ابن عمر، قال: "يأتي عَلَى الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام" (٣).
وروى أبو مسهر، حدثنا صدقة بن خالد، سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يقول: كان يقال: "من أراد العِلْم فلينزل [بداريا، بين عنس] (٤) وخولان.
_________
(١) في "الكامل" (١/ ١٦٨).
(٢) برقم (٢٠٧٧٩).
(٣) تاريخ دمشق (١/ ٣٠١).
(٤) في الأصل: "بدار بين عبس" والصواب ما أثبتناه وهي بلدة "داريا" وقد أورد السمعاني هذا النص في "فضائل الشام" (٣٦).
3 / 189
وروى ضمرة، عن رجاء بن أبي سلمة، عن عطاء الخراساني قال: ما رأيت ففيها أفقه إذا وجدته من شامي.
وقال [يعقوب] (١) بن سفيان (٢): سمعت الحسن بن الربيع يقول: سمعت ابن المبارك يقول: ما رحلت إِلَى الشام إلا لاستغني عن حديث أهل الكوفة.
وقد ذكرنا في أول الباب الرواية عن النبي ﷺ بتأويل آية استقرار الكتاب بالشام بالملك، فإن الكتاب إِنَّمَا يقام به بملك يؤيده ويقاتل به من خرج عنه، كما جمع الله بين الأمرين في قوله: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحديد: ٢٥] وروى العوام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: "الخلافة بالمدينة، والملك بالشام" (٣).
وروى شهاب بن خراش، حدثنا عبد الملك بن عمير، عمن حديثه قال: قال رسول الله ﷺ: "خلافتي بالمدينة، وملكي بالشام" (٤).
وروى الوليد بن مسلم، عن مروان بن جناح، عن يونس بن ميسرة بن حَلْبَس قال: قال رسول الله: " «هَذَا الْأَمْرُ كَائِنٌ بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ بِالشَّامِ ثُمَّ بِالْجَزِيرَةِ ثُمَّ بِالْعِرَاقِ ثُمَّ بِالْمَدِينَةِ ثُمَّ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَإِذَا كَانَتْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ فَثَمَّ عُقْرُ دَارِهَا وَإنْ يُخْرِجُهَا قَوْمٌ فَتَعُودُ إِلَيْهِمْ أَبَدًا» (٥).
قال أبو القاسم الحافظ: يعني بقوله: بالجزيرة أمر مروان بن محمد الحمار.
وبقوله: بالمدينة بعد العراق، يعني به: المهدي الَّذِي يخرج آخر الزمان ثم
_________
(١) في الأصل: الحسن، والصواب: يعقوب صاحب كتاب المعرفة والتاريخ، والأثر عنده (٢/ ٧٥٨).
(٢) في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٧٥٨).
(٣) أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١/ ١٨٣).
(٤) أخرجه ابن عساكر: (١/ ١٨٥).
(٥) أخرجه ابن عساكر (١/ ١٨٥).
3 / 190
ينتقل إِلَى بيت القدس، وبها يحاصره الدجال، فالله أعلم.
ورُوي عن ابن عباس "أنَّه سأل كعبًا: كيف تجد نعت النبي ﷺ في التوراة؟ قال كعب: نجده محمد بن عبد الله، يولد بمكة، ويهاجر إِلَى طابة، ويكون ملكه بالشام" (١) وقد رُوي هذا عن كعب من وجوه كثيرة، وفي بعض ألفاظه: "سلطانه بالشام".
...
_________
(١) خرجه الدارمي في "سننه" (٨).
3 / 191
الباب الثالث فيما ورد في حفظ الشام من الفتن وأنها معقل المسلمين في ذلك الزمن
قد تقدم في الباب الأول حديث ابن عمر، وبهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده في المعنى.
وفي الباب الثاني حديث "أن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام".
وفي رواية خرجها الطبراني (١) من حديث عبد الله بن عمرو عن رسول الله ﷺ قال: "رأيت في المنام أخذوا عَمُودَ الْكتَاب فَعَمَدُوا بِهِ إِلَى (السماء) (٢)؛ فَإِذَا وَقَعَتِ الْفِتَنَةُ فَالأَمْرُ بِالشَّامِ".
وفي مسند الإمام أحمد (٣) عن ابن حوالة قال: «قَالَ لِي رَسُولَ اللهِ ﷺ: يَا ابْنَ حَوَالَةَ، كَيْفَ تَصْنَعُ فِي فِتْنَةٍ تَثُورُ فِي أَقْطَارِ الْأَرْضِ كَأَنَّهَا صَيَاصِي بَقَرٍ؟» (٤) قُلْتُ: أَصْنَعُ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ».
وروى ثور بن يزيد، عن حفص بن بلال بن سعيد (٥)، عن أبيه، وإن النبي ﷺ قال: "إذا وقعت الفتن فهاجروا إِلَى الشام؛ فإنها من الله بمنظر، وهي أرض المحشر: خرجه أبو القاسم الحافظ (٦) وهو مرسل.
_________
(١) في المعجم الأوسط (٢٧١٠).
(٢) كذا بالأصل وفي "المعجم" "الشام".
(٣) (٥/ ٣٣).
(٤) أي قرون بقر شبه الفتنة بها لشدّتها وصعوبة الأمر فيها، وراجع "النهاية" (٣/ ٦٧).
(٥) كذا بالأصل وفي "تاريخ دمشق": سعد.
(٦) (١/ ١٧١).
3 / 192
وروى حماد بن سلمة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده "أن النبي ﷺ قال لأبي ذر: إذا رأيت البناء قد بلغ مبلغًا -يعني:- المدينة، فعليك بالشام".
ورُوي معناه عن الحسن، عن أبي أَسِيدِ الأنصاري، عن النبي ﷺ.
وروى نافع، عن ابن عمر، عن كعب قال: "يوشك نار تخرج من اليمن تسوق الناس إِلَى الشام، تغدو معهم إذا غدوا، وتروح معهم إذا راحوا، فَإِذَا سمعتم بها فأخرجوا إِلَى الشام".
وروى قطن بن وهب، عن مولاة لعبد الله بن عمر "أنها أرادت الجلاء في الفتنة واشتد عليها الزمان فاستأمرت عبد الله بن عمر، فَقَالَ: أين؟ قالت: العراق، قال: فلا إِلَى الشام، إِلَى المحشر".
وروى هشام بن عمار، حدثنا الوليد، حدثنا خليد وسعيد، عن قتادة "في قوله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ٧١] قال: أنجاهما الله إِلَى الشام أرض المحشر والمنشر، وبها يجتمع الناس رأسًا واحدًا، وبها ينزل عيسى ابن مريم ﵇ وبها يُهْلك الله المسيح الكذاب".
وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: تذاكرنا الشام قال؛ فقلت لأبي سهل: أما بلغك أنَّه يكون بها كذا؟ قال: بلى، ولكن ما كان لها فهو أيسر مما يكون بغيرها.
وروى نعيم بن حماد (١)، عن أبي ربيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، قال: بلغني أن رسول الله ﷺ قال: "ستكون فتنة تشمل الناس كلهم، لا يسلم منهم إلا الجند الغربي".
وسنذكر فيما بعد أن الشام وما والاها مكان أهل المدينة يسمونها الغرب.
وقد سبق حديث عبد الله بن حوالة عن النبي ﷺ أن الله تكفل لي بالشام
_________
(١) الفتن (٨٥).
3 / 193
وأهله.
وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث به قال: ومن تكفل الله به فلا ضيعة عليه.
ورُوي عن عبد الله بن حوالة أنَّه كان إذا حدث به قال مثل ذلك أيضًا.
وبقية هذا الباب سيأتي -إن شاء الله تعالى- في الباب الأخير في ذكر دمشق، فإنَّه ورد أنها معقل المسلمين من الملاحم، وأن من سكنها نجا وسنذكر فيه إن شاء الله حديث معقل المسلمين من الروم دمشق، ومن الدجال بيت المقدس، ومن يأجوج ومأجوح الطور، وهذه الأماكن الثلاثة كلها من أرض الشام.
***
3 / 194
الباب الرابع فيما ورد في استقرار خيار أهل الأرض في آخر الزمان بالشام وأن الخير فيها أكثر منه في سائر بلاد المسلمين
قد سبق حديث: "أنها صفوة الله من بلاده، يسوق إليها خيرته من عباده".
خرَّج الإمام أحمد (١) وأبو داود (٢) واللفظ له من حديث قتادة، عن شهر ابن حوشب، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمهم مُهَاجرِ إِبْرَاهِيمَ، وَتَنْفِي الأرْض شِرَار أهْلِها تَلْفِظَهُمْ أَرْضُهُمْ (٣)، وَتَقْذَرُهُم (٤) نَفْسُ الرَّحْمَنِ، وَتَحْشَرُهُمُ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ».
وعند الإمام أحمد (٥): "ينحاز الناس إِلَى مهاجر إبراهيم".
وعنده في ذكر النار: "تبيت معهم إذا باتوا، تقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تَخَلَّف" (٥).
وخرّجه نعيم بن حماد في كتاب "الفتن" (٦) وعنده: "وتحشرهم نار من
_________
(١) (٢/ ٢٠٩).
(٢) برقم (٢٤٧٤).
(٣) في "سنن أبي داود" أرضوهم - بالجمع.
(٤) تَقْذُرهم: تكرههم أي تكره خروجهم إِلَى الشام ومقامهم بها يقال: قِذرت الشيء أقذرُه إذا كرهته. النهاية (٤/ ٢٨).
(٥) (٢/ ١٩٩).
(٦) برقم (١٧٦٧).
3 / 195
عدن مع القردة والخنازير".
وقد رُوي موقوفًا عَلَى عبد الله بن عمرو، ورواه أبو جناب الكلبي، عن شهر، عن عبد الله بن عمر، عن النبي ﷺ بنحوه.
خرّجه من طريقه الإمام أحمد (١)، ورواية قتادة ومن تابعه أشبه، وقد رواه عبد الله بن صالح، عن موسى بن علي [بن] رباح (٢)، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي ﷺ خرَّجه من طريقه الحاكم في "المستدرك" (٣) وقال: صحيح عَلَى شرط الشيخين. وفيما قاله نظر.
وقد رُوي هذا الحديث عن الأوزاعي، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ ولم يسمعه الأوزاعي من نافع، إِنَّمَا بلغه عنه، ولم يسم من حديثه عنه، والله أعلم.
وخرَّج الحاكم (٤) من حديث عفير بن معدان سمع سليم بن عامر يحدث عن أبي أمامة عن النبي ﷺ قال: "الشام صفوة الله من بلاده يسوق إليها صفوة عباده، من خرج من الشام إِلَى غيرها فبسخطه، ومن دخلها من غيرها فبرحمته".
وقال: صحيح الإسناد عَلَى شرط مسلم، كذا قال، وعفير بن معدان ضعيف الحديث.
وروى إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن [عبيد] الله (٥)، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ قال: "صفوة الله من أرض الشام، وفيها صفوته ممن خلقه وعباده" وخرجه الطبراني (٦) وعبد العزيز هذا فيه ضعف.
ويروى نحوه من حديث معاذ عن النبي ﷺ بإسناد ضعيف.
_________
(١) (٢/ ٨٤).
(٢) في الأصل علي عن رباح، والتصويب من المستدرك وكتب التراجم.
(٣) (٤/ ٥١٠).
(٤) (٤/ ٥٠٩ - ٥١٠).
(٥) في الأصل: "عبد الله"، والتصويب من كتب التراجم وإسناد الطبراني.
(٦) في "الكبير" (٨/ ٧٧٩٦)، و"مسند الشاميين" (١٣٤١).
3 / 196
وفي مسند الإمام أحمد (١) من حديث أبي المثنى، عن أبي أمامة قال: "لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إِلَى الشام، ويتحول شرار أهل الشام إِلَى العراق" وهذا موقوف.
وخرَّج الطبراني (٢) من حديث أنس قال: "قلت": يا رسول الله، أين الناس يوم القيامة؟ قال: "في خير أرض الله وأحبها إِلَيْهِ؛ الشام، وهي أرض فلسطين".
وهو منكر، وفي إسناده: إبراهيم بن حرب العسقلاني، قال العقيلي (٣): حدث بمناكير.
وروى معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: "إذا فسد أهل الشام، فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي منصورين، لا يضرهم من خذلهم، حتى تقوم الساعة".
خرجه الإمام أحمد (٤) والترمذي (٥)، وقال: "حسن صحيح"
وابن حبان في [صحيحه] (٦) (٧).
وخرج ابن ماجه (٨) آخره.
وروى أبو خليد الدمشقي، عن الوضين بن عطاء، عن مكحول، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ قال: "الْخَيْر عشرَة أعشار، تِسْعَة بِالشَّام، وَوَاحِد فِي سَائِر الْبلدَانِ، وَالشَّر عشرَة أعشار، وَاحِد بِالشَّام، وَتِسْعَة فِي سَائِر الْبلدَانِ، وَإِذا فسد أهل الشَّام فَلَا خير فِيكُم".
_________
(١) (٥/ ٢٤٩).
(٢) في "مسند الشاميين" برقم (٢٣١٤).
(٣) في "الضعفاء الكبير" (١/ ٥١).
(٤) (٢/ ٤٣٦)، (٤/ ٣٤، ٣٥).
(٥) برقم (٢١٩١).
(٦) سقطت من الناسخ.
(٧) برقم (١٥٤٦١ - إحسان).
(٨) برقم (٦).
3 / 197