شرح الأربعين النووية للعثيمين
شرح الأربعين النووية للعثيمين
Maison d'édition
دار الثريا للنشر
Genres
والإخلاص يجب العناية به والحث عليه، لأنه هو الركيزة الأولى الهامة التي خلق الناس من أجلها، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: ٥٦)
. ٤ومن فوائد الحديث: حسن تعليم النبي ﷺ وذلك بتنويع الكلام وتقسيم الكلام، لأنه قال: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وهذا للعمل وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى وهذا للمعمول له.
ثانيهما: تقسيم الهجرة إلى قسمين: شرعية وغير شرعية، وهذا من حسن التعليم، ولذلك ينبغي للمعلم أن لايسرد المسائل على الطالب سردًا لأن هذا يُنْسِي، بل يجعل أصولًا، وقواعد وتقييدات، لأن ذلك أقرب لثبوت العلم في قلبه، أما أن تسرد عليه المسائل فما أسرع أن ينساها..
٥من فوائد الحديث: قرن الرسول ﷺ مع الله تعالى بالواو حيث قال: إلى الله ورسوله ولم يقل: ثم رسوله، مع أن رجلًا قال للرسول ﷺ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ: بَلْ مَاشَاءَ اللهُ وَحْدَه (١) فما الفرق؟
والجواب: أما ما يتعلّق بالشريعة فيعبر عنه بالواو، لأن ماصدر عن النبي ﷺ من الشرع كالذي صدر من الله تعالى كما قال: (مَنْ يُطِعِ الرسول ﷺ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (النساء: الآية٨٠)
وأما الأمور الكونية: فلا يجوز أن يُقرن مع الله أحدٌ بالواو أبدًا، لأن كل شيئ تحت إرادة الله تعالى ومشيئته.
فإذا قال قائلٌ: هل ينزل المطر غدًا؟
فقيل: الله ورسوله أعلم، فهذا خطأ، لأن الرسول ﷺ ليس عنده علم بهذا.
مسألة: وإذا قال: هل هذا حرامٌ أم حلال؟
قيل في الجواب: الله ورسوله أعلم، فهذا صحيح، لأن حكم الرسول ﷺ في الأمور
_________
(١) رواه الإمام أحمد في مسند آل العباس عن عبد الله بن عباس، حديث (١٩٦٤) . وأبو داود - كتاب: الأدب، باب: لا يقال خبثت نفسي، (٤٩٨٠)، والنسائي في سننه الكبرى- كتاب: عمل اليوم والليلة، باب النهي أن يقال ما شاء الله وشاء فلان، (١٠٨٢١)، والدارمي في سننه - كتاب: الاستئذان، باب: في النهي عن أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان، (٢٦٩٩) .
1 / 15