المقصود بسلف الأمة
أمر آخر وأسميه نوع تقعيد، وهو حول مفهوم نحن بحاجة إلى فهمه وتصوره، وهو قضية سلف الأمة ومن يكون سلف الأمة هؤلاء؟! إن كثيرًا من الناس يدعي أنه من سلف الأمة وعلى منهج السلف، ولكن انطلق لمعرفة هؤلاء من هم، وعند ذلك نفتخر ونتشرف بأن كنا على منهاج سلف الأمة رحمهم الله تعالى ورضي عنهم.
وأصح ما ورد أننا كثير ما نسمع أن سلف الأمة هم الصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان، ومنهم من يقول: القرون المفضلة، ونجد أن من في التابعين من عليه ملحوظات في المعتقد، وفي القرون المفضلة وجدت بعض طوائف الانحراف، ولكن التعريف الصحيح لذلك: أن سلف الأمة أولهم رسول الله ﷺ، ثم الصحابة من بعده، ثم نقول: ومن سار على ما كان عليه رسول الله ﷺ، وما كان عليه أصحابه ﵃، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ولما ذكر النبي ﷺ افتراق الأمم، وذكر أن أمته ستفترق إلى ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، أرسى النبي ﷺ القاعدة إذ قال: (من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي) ربطنا بنفسه ﷺ وبصحابته ﵃ وأرضاهم، وبناءً عليه: كل من كان على ما كان عليه النبي ﷺ، وما عليه الصحابة فهو يعتبر على منهج سلف الأمة، وسار على الصراط المستقيم، ويسمى الإنسان (هذا سلفي) ويقصد به: من اقتفى أثر الرسول ﷺ، وأثر الصحابة الأخيار ﵃ وأرضاهم.
2 / 7