158

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

شرح العقيدة الواسطية للعثيمين

Maison d'édition

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

السادسة

Année de publication

١٤٢١ هـ

Lieu d'édition

المملكة العربية السعودية

Genres

وأصلها: الأناس، وكما في: هذا خير من هذا، وأصله: أخير من هذا لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة، فالله ﷿ ﴿أَحَدٌ﴾.
﴿أَحَدٌ﴾: لا تأتي إلا في النفي غالبًا أو في الإثبات في أيام الأسبوع، يقال: الأحد، الإثنين .. لكن تأتي في الإثبات موصوفًا بها الرب ﷿ لأنه ﷾ أحد، أي: متوحد فيما يختص به في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ﴿أَحَدٌ﴾، لا ثاني له ولا نظير له ولا ند له.
قوله: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾: هذه جملة مستأنفة بعد أن ذكر الأحدية ذكر الصمدية، وأتى بها بجملة معرفة في طرفيها، لإفادة الحصر، أي: الله وحده الصمد.
فما معنى الصمد؟
قيل: إن ﴿الصَّمَدُ﴾: هو الكامل، في علمه في قدرته، في حكمته، في عزته، في سؤدده، في كل صفاته. وقيل: ﴿الصَّمَدُ﴾: الذي لا جوف له، يعني لا أمعاء ولا بطن، ولهذا قيل: الملائكة صمد، لأنهم ليس لهم أجواف، لا يأكلون ولا يشربون. هذا المعنى روي عن ابن عباس ﵄ (١)، ولا

(١) رواه ابن أبي عاصم في "السنة" (٦٦٥) بسند ضعيف عن ابن عباس.
وقد صح عن المجاهد؛ الصمد: الذي لاجوف له، كما في "السنة" لابن أبي عاصم (٦٧٣) وصححه ابن كثير وقفه على عبد الله بن بريدة.

1 / 160