وتسلم الخلافة بعده ابنه المستنصر بالله (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ)، وامتدت خلافته قرابة سبع عشرة سنة، وكان محمود السيرة.
وبعد وفاته؛ بويع ابنه المستعصم بالله (٦٤٠ - ٦٥٦ هـ)، ولم تكن له قدرات الخليفتين السابقين في إدارة شؤون الحكم، فركن إلى وزيره مؤيد الدين العلقمي الرافضي، الذي كان له دور كبير في سقوط الدولة العباسية؛ حيث راسل التتار، وأطمعهم بالقدوم إلى العراق، وأخفى الحقائق عن الخليفة، حتى أوقعه ضحية يدوسونه بالأقدام حتى الموت، ويجتاحون بغداد، ويعملون فيها القتل والنهب.
وقد عاصر ابن النجار ثلاث سنوات من حكم هذا الخليفة فقط، لذا فأَوْجَزُ ما نصف به الحياة السياسية في الفترة التي عاشها ابن النجار أنها تتسم بالقلق والاضطراب والحروب والتمزق.
ب - الحالة الاجتماعية:
بين الحياة السياسية والاجتماعية صلات قوية، وتأثير وتأثر؛ فالأوضاع السياسية المتردية تؤدي غالبًا إلى اضطراب الحياة الاجتماعية؛ حيث تظهر الأزمات الاقتصادية، وترتفع الأسعار، وتسوء العلاقات، وتشتد الفوارق بين فئات المجتمع، وينتشر الفقر والجوع في شرائح واسعة، وتظهر الأمراض والأوبئة، ويضطرب الأمن، وتكثر السرقات.
وقد شهدت بغداد وعدد من المدن هذه الحالات في القرن الأخير من العصر العباسي؛ مثل الغلاء الذي حصل في الموصل سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
1 / 11